+A
A-

أمين صالح يترجم "جماليات البطء" لنادين ماي

عودنا الأديب والسينمائي الكبير أمين صالح بحياة نشيطة خلاقة وغنية، ملؤها الإبداع ، فهو يمتاز بالعمل المنتظم والإنتاجية العالمية وحبه العميق للسينما قبل كل شيء، وأخر إصداراته كتاب قيم فتح العيون على ما تسمى بالسينما البطيئة.

الكتاب صدر عن " روايات" بالشارقة بعنوان " جماليات البط ء " وهو عبارة عن ترجمة مقالات معينة للباحثة الألمانية نادين ماي، ولقاءات مع مخرجين عن الاتجاه الذي يستحق الدراسة والتأمل وهو الفيلم البطيء.

يقع الكتاب الرائع في 285  صفحة من القطع الوسط وينقسم إلى ثلاثة فصول. الفصل الأول " مدخل السينما البطيئة"، والفصل الثاني" أفلام بطيئة"، والفصل الثالث " لقاءات ".

كتب أمين صالح في مقدمة الكتاب:

حدث الأمر بعد مشاهدتي لفيلم " وداعا نزل التنين" للمخرج التاياوني تساي مينغ ليانغ. هذا الفيلم الفاتن والآسر، الغريب والمختلف، جعلني أهتم وأحرص على مشاهدة أفلام تساي الأخرى، عندئذ أدركت إنني أمام مبدع سينمائي فذ، له رؤيته الخاصة وجماليته الفريدة. أردت أن أعرف من خلال القراءة، المزيد عن شخصه وعوالمه، عن أعماله وأفكاره، والتي سوف تثري معرفتي به.

من خلال بحثي في الانترنت صادفت موقع أو مدونة

The atr of slow cinema

  التي تشرف عليها وتحررها الباحثة الألمانية نادين مادي " مواليد 1988 " وفي هذا الموقع وجدت مادة غنية ومفيدة جدا، ليس عن تساي مينغ فحسب، بل أيضا عن السينما البطيئة ومخرجيها. لقد تعرفت من خلال هذا الموقع على الكثير من المعلومات والأفكار والمفاهيم الجديدة والجادة في ما يتعلق بالأفلام البطيئة.

ويتابع صالح:

وقد رأيت ان انقل عبر الترجمة، هذه المعرفة إلى القارئ العربي، المهتم بالسينما، ليتعرف مثلي على جوانب أخرى، مهمة ومضيئة ومؤثرة، من الفعل  السينمائي. ومن اجل هذه الغاية قمت بانتقاء مقالات معينة، ولقاءات مع مخرجين، اعتقد انها تضيء جوانب أساسية من هذا الاتجاه" الفيلم البطيء" الذي يستحق الدراسة والتأمل.

وهنا أفسح المجال للباحثة نادين ماي نفسها ان تتحدث عن تجربتها مع الأفلام البطيئة وعن موقعها الفريد والمتميز.

بعد ذلك تسرد لنا نادين ماي علاقتها مع السينما البطيئة وكيف أصبحت بالنسبة لها شكلا من أشكال علاج الصدمة في السنة الأخيرة من كتابة أطروحة الدكتوراه، وكيف أصبحت مهتمة إلى حد الهوس بمشاهدة الأفلام البطيئة ، وان مشاهدة أفلام " لاف دياز" وغيره من مخرجي السينما البطيئة، سمحت لها بان تفهم حالتها، ومعاناتها، وفهمت ما يحدث بداخلها، فقد كان لهذه الأفلام تأثير علاج قوي عليها.

ان هذا الكتاب الذي ترجمه أمين صالح، أشبه بالكادر البانورامي الذي يغطي كليا زوايا السينما البطيئة.