العدد 5266
الخميس 16 مارس 2023
banner
ياسمينيات ياسمين خلف
ياسمين خلف
كاميرات المراقبة
الخميس 16 مارس 2023

لماذا نحتاج لهذا الكم الهائل من كاميرات المراقبة في حياتنا اليومية؟ في المنزل لمراقبة العاملات، وفي خارجه لحماية البيت من السرقات، ولضبط العابثين بسلامة السيارات، وفي المحال التجارية سواءً داخلها أو خارجها، وفي العمل، وفي المجمعات، وفي الشوارع التي تكتظ أعمدة إنارتها بكاميرات ضبط المخالفين ومتجاوزي السرعة والإشارات الحمراء، ولو أمكن لما تُركت مساحة أو زاوية في حياتنا، إلا وقد ثبتنا فيها عيناً للكاميرات، لضبط كل من يتجاوز حدوده، ويتجرد من ضميره أو حتى إنسانيته.
البعض، لا تردعه من تجاوز المسموح إلا الكاميرات! وإلا قام بما تُسول له نفسه، سواءً كانت سرقة، أو تعديا على الأملاك أو كسرا للقانون، أو حتى التعدي على سلامة الغير! لا لأجل شيء، سوى أن البعض يتلذذ بالقيام بكل ما هو ممنوع، ولا يحد من تلك النزعة غير الأخلاقية، والمنحرفة سلوكياً سوى مواجهته بالجرم المشهود وبالصور كذلك، وبمطالبته بدفع الغرامات أو تعويض المتضررين، وإلا كذب ونكر!
صادفت زميلا على الطريق السريع، حيث ترصد الإدارة العامة للمرور كماً كبيراً من كاميرات السرعة، ولاحظت اختلاف سرعة قيادته لمركبته بين الفينة والأخرى، في موقف أقرب للعب من الجدية في القيادة، سألته ليفك الغموض بإجابته “نحن معشر الشباب، نعرف أين بالضبط ترصد المرور كاميراتها، فما إن نقترب منها إلا وخففنا السرعة لكي لا تتجاوز المسموح به، وما إن تكون وراءنا انطلقنا بسرعة تتجاوز المسموح بمرات، وهكذا دواليك”!
وهذا بالضبط الجواب الملائم لسؤالي الذي بدأت به مقالي، فنحن بحاجة لهذا الكم الهائل من كاميرات المراقبة لأن هناك فئة من الناس كزميلي هذا ! لا يمكن أن تضبط سلوكه إلا الكاميرات! وبمنطقه هذا، فإنه يخاف من القانون أكثر من خوفه من الله، ألا يعلم أن الله عليه رقيب؟ وأن عين الله لا تغفل، ولا تخطئ ولا تتعطل -حشاه تعالى - كما قد يحدث لأية كاميرا مراقبة! يسرق، يعتدي، يخرب ليس مهما، المهم أن لا يُسجن، أو يتضرر جيبه بعد أن ترصده عين الكاميرا.


ياسمينة: ألا تكفي عين الله لتراقبكم؟


كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية