العدد 5267
الجمعة 17 مارس 2023
banner
“سكة الموت”
الجمعة 17 مارس 2023

هذا هو اسمها مذ وعينا، لكثرة ما حصدت من أرواح وخلفت من ضحايا، هي لعنة الإهمال التي أودت بحياة عشرات سلكوها ولم ينجوا، أو نجوا بعاهات دائمة، أو نجوا ولم تغب عن أذهانهم أشباح الذكرى المؤلمة.
عشرات السنين مضت على مطالب القاطنين بتلك المنطقة، عشرات السنين وهم يرجون المسؤولين بناء جسرٍ معلق للمشاة يربط بين القريتين دون جدوى، يُزهر الأمل في نفوسهم بوعد، ويذبل ويذوي مع الزمن، وبين وعدٍ وآخر تصعدُ أرواحٌ عديدة لبارئها على طريق الموت الفاصل بين قريتي المعامير والعكر.
من يتحمل مسؤولية هذه الأرواح وتلك الجروح التي لم تندمل بعد على تلك الطريق، وكيف لمنطقةٍ حيوية تعج بالسكان، وتشتد فيها الحركة بين القريتين حيث ينتقل القاطنون والمقيمون بالمئات كل يوم لمقارِ أعمالهم ودراستهم وحتى لتشييع موتاهم بالمقبرة المجاورة بالقرية الأخرى، أن لا تلقى اهتماماً من المعنيين، ومع كل تلك المطالبات من الأهالي منذ الثمانينات من القرن الماضي، وبالرغم مما حصده الشارع من أرواح، لم تقابل أي من تلك المطالب بجدية، وكأن حياة الناس لا قيمة لها لدى المسؤولين، في الوقت الذي تُشيد فيه الجسور العملاقة بميزانيات ضخمة وتُرفعُ جسورُ المشاة بين ليلة وضحاها في طرق ليست حيويةً أصلاً ولم يُطالب بها مطالب ولا يسلكها أحد إلا ما ندر؟
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وسيُساءلُ كل راعٍ يوم الحسرة الكبرى عن كل ذنبٍ أذنبه وعن كل قطرة دمٍ أراق، فلا يكن في ذممكم ملءُ محجمةٍ دم، من منطلق الحس العالي بالمسؤولية والضمير الإنساني والإخلاص في القول والعمل، نهيبُ بالحكومة الموقرة والمسؤولين بوزارة الأشغال والوزارات والإدارات ذات الصلة بعمل الوزارة، للنظر بجدية واهتمام، وبدء العمل على أرض الواقع دون إبطاء لإنشاء جسرٍ معلق للمشاة يربط بين قريتي المعامير والعكر على وجه السرعة حقناً لدماء المواطنين والمقيمين وحفاظاً على أرواحهم؛ لأن أرواح الناس لا تقدرُ بثمن، وتلك العهود المتطاولة في الزمن ولم تُوفى، قد حان وقتُ وفائها.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية