العدد 5269
الأحد 19 مارس 2023
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
فلسطين إعلاميا
الأحد 19 مارس 2023

اختتمت قبل أيام الدورة العادية الـ 16 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، حيث يجتمع المسؤولون عن صياغة الإعلام العربي دوريا لمناقشة مختلف القضايا والتحديات الإعلامية التي تهم الوطن العربي، ويسعون لوضع أفضل الحلول والتوصيات والرؤى التي قد تساهم في رقي الإعلام العربي، وقيامه بدوره الحقيقي الذي يتمثل في الدفاع عن الهوية والمرتكزات وأسس الوحدة والأمن الإعلامي العربي، والتصدي لكل من يحاول خلخلة أو تدمير أو الإساءة للعرب من مجتمعات وقيم وتاريخ وأنظمة ونسيج ديني.
وقد خرجت عدة توصيات وفي مقدمة هذه التوصيات القضية الفلسطينية، وفي رأينا أن القضية الفلسطينية لم تأخذ حقها الكامل على المستوى الإعلامي الحقيقي لعدة أسباب، منها أن بعض الفلسطينيين هم من أساء للقضية الفلسطينية كحماس وحركة الجهاد الإسلامي المواليتين لطهران، حيث رأينا الدعم الكبير من هاتين الحركتين لما تقوم به إيران من تدمير واحتلال للعواصم الأربع، وسط سكوت من قبل هاتين الحركتين عن التنديد بما تقوم به طهران ضد الأمة العربية، بل رأينا كيف أن هاتين الحركتين رفعتا صور المجرم قاسم سليماني في غزة، مع وصفه بالشهيد المدافع عن القضية الفلسطينية، وهذا أضعف كثيرا الدعم الإعلامي والمجتمعي والديني العربي للقضية الفلسطينية.. فكيف يدافع العربي عن فلسطين المحتلة بالوقت الذي يقوم به هؤلاء الفلسطينيون من حماس والجهاد بالوقوف والإشادة بطهران التي تحتل أربع عواصم عربية، ناهيك أيضا عن أن هاتين الحركتين لم تكتفيا بالعمالة والولاء لطهران، بل شقتا وحدة القضية الفلسطينية وخرجتا عن كلمة الرئيس الشرعي لفلسطين وهو أبو مازن، وقسمتا فلسطين الى أرض الضفة الغربية وكيان غزة الإخونجي الإيراني، ما أعطى المجتمع العربي قبل الأنظمة العربية قناعة بأن من أضعف هيبة وقدسية القضية الفلسطينية هم حركتا حماس والجهاد وبعض الفصائل المسلحة الأخرى التي فضلت مصلحتها وحزبيتها وعمالتها على القضية الفلسطينية.
وبالتالي فإن الدعم الإعلامي الحالي والقادم للقضية الفلسطينية ليس كما كان بالسابق، لكن سيبقى العرب متمسكين ومخلصين لفلسطين أكبر بمئات المرات من هؤلاء الفلسطينيين المتحزبين.

*كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .