إن الاهتمام الملكي الكبير من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فيما يتعلق بإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها وأشكالها، يعكس الرؤية الملكية الواضحة التي تعمل على تحقيق مفاهيم التسامح والاحترام وجميع مبادئ السلام ليصبح منهج حياة للمجتمعات، وأن يكون مطلباً ضرورياً على أرض الواقع تتشارك فيه البشرية لتعزيز أدوات المحبة والسلام.
فمملكة البحرين وعلى امتداد جميع مراحل مبادراتها الإنسانية، عملت على تعزيز مبدأ التسامح والاحترام، وبناء قواعد أساسية لتحقيق التقارب بين الدول والشعوب، حيث أضافت في سجلها للمبادرات الإنسانية الكثير من الخطوات الرائدة في هذا الشأن الإنساني.
ونحن نستحضر مضامين تلك الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك المعظم بمناسبة افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي والتي انعقدت في البحرين مؤخراً، وما جاء فيها من طموح ورؤية إيجابية تتطلع ملامحها لتحقيق الأهداف الإنسانية السامية، فإنها حتماً تدل على الاهتمام الملكي الكبير بتعزيز مبدأ الاحترام والتعايش ليصبح نهجاً في حياة المجتمعات، فتلك المبادرة الملكية التي جاءت منسجمة مع القيم والقواعد الإنسانية التي تهدف إلى مد جسور التواصل البشري في جميع المجتمعات، من أجل أن تتسع دائرة التسامح والتآخي بين الأمم، وأن تنتشر ثقافة السلام والتفاهم والقبول، وأن تتحقق مفاهيم العدالة والمساواة لتصبح حياة التسامح أساس التعامل في كل المجتمعات، تأتي لتعمل على تعزيز إدماج هذه القيم وتعميمها في المناهج التعليمية والأنشطة الدينية والثقافية بكل إخلاص ومحبة، من أجل تحقيق أهداف جميع المبادئ والقيم الإنسانية.
فمملكة البحرين لديها سجل مشرف من المبادرات والخطوات الرائدة بهذا الشأن، لما اعتادت عليه من مآثر طيبة وعظيمة بهذا الاتجاه، ما يعكس النهج الحكيم لجلالة الملك المعظم الذي دائماً ما يجعل التسامح والاحترام والقواعد الإنسانية عنواناً واضحاً من أجل تحقيق صورها الإيجابية في الحياة البشرية. نعم تلك هي الصورة الواضحة التي أرادها جلالة الملك في مضامين كلمته السامية بمناسبة تواجد البرلمان الدولي في البحرين، والتي حملت في محتواها أجزل معاني ومفاهيم التسامح والسلام والتعايش والاحترام، فكل هذه القواعد والمبادئ الإنسانية الجميع يتفق على أنها المحرك الأسمى لحياة أفضل للأمم والبشرية.
* كاتب بحريني