العدد 5272
الأربعاء 22 مارس 2023
banner
نكتب بوطنية وإخلاص ولا نلتفت للعقول الساخرة
الأربعاء 22 مارس 2023

إذا هاج البحر فجأة تحت تأثير عاصفة هوجاء استغرقت عودته إلى الهدوء ساعات طوالا، وإذا هاج المرء قد ينحرف كثيرا عن مسلكه ويكون كمن يحمل في قلبه حجرا من أحجار الخطيئة ولا يعود أبدا.
لقد أثار عمود “عن أي استجواب تتحدثون.. ارجعوا إلى الأرقام” المتعلق بنية عدد من النواب استجواب وزير العمل جميل بن محمد حميدان فيما أطلقوا عليه ملف العاطلين عن العمل، حفيظة عدد من الناس، وانهالت التعليقات المليئة بالسم الزعاف المغلفة بقشرة ناعمة ملساء من السكر الحلو، لكي يسهل على القارئ والمتابع إما امتصاصها رويدا رويدا، فيشل ويفقد الحركة، أو يبتلعها مرة واحدة فتتخثر دماؤه ويموت، تعليقات تقدم للمتابع وجبات قاتلة وتعكس قصور الفهم والإدراك في صوره المتعددة، فكل تفسير لا يخلو من تجريح وإدانة واتهامات تجافي الحقيقة والواقع، وهذه أصر شخصيا على تسميتها “المأساة”، مأساة بعض القراء في تفكيرهم الضيق ورغبتهم الشديدة في تمضية ساعات الملل والانقباض والسأم، في الثرثرة والخروج عن أدب الحوار الراقي.
أي قارئ للصحافة ومتابع لما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، عليه أن ينتبه إلى ما يقرأ بأناة واستبصار، ويفهم بتذوق واستيعاب، والأهم التفريق بين الأقلام المتباينة التي يمر عليها، فهناك الأقلام الوطنية المخلصة النظيفة التي تعكس له على صفحات الجريدة نفوس أصحابها بجلاء، بما فيها من طهر ونقاء، والكاتب المخلص لوطنه الشريف يعطيك رغم بؤسه وتعاسته الخاصة، أعز ما يملك من جوانب الخير والأمل والسرور، يعطيك أرق ما تحمل جوانحه من مشاعر وأحاسيس.. إنه يمزق أوردته ويغذيك، ويقطع من كبده ويطعمك مثلما يطعم ضلوعه. وهناك الأقلام التي تحتقر عقل القارئ وتفكيره ولا يهمها الوطن في شيء.
عندما نكتب، نكتب بروح واحدة مصبوغة بلون واحد اسمه الأصالة والوطنية، ولا نلتفت للعقول الساخرة المغلقة تماما.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .