ما أجمل هذا الشهر الذي ننتظره بفارغ الصبر لنجدد أرواحنا بقدومه ونستبشر الخير ونستشعر البركة التي تطول أيامنا ولحظات حياتنا كلها، إنه شهر رمضان المبارك الذي يحمل في طياته سمات روحانية تمتزج بين القيم الإيجابية وعبادة الصوم، حيث تسمو الروح وتتجدد، ولاشك أن الصحة النفسية تكون مختلفة في هذا الشهر، حيث إن صيام رمضان يأتي ويؤثر بشكل إيجابي في الصحة العقلية ويقلل الاضطرابات النفسية، خصوصا أن الصيام يعزز الوظائف العقلية وينشط وظائف المخ ويساعد على تقوية الذاكرة، كما أنه يلعب دورا مهما في التخفيف من حدة التوتر والقلق نظرا لقلة هرمون “الكورتيزول” الذي يتحكم في تقلبات المزاج، وقد أوضحت بعض الدراسات أن الصيام يساعد على تحفيز هرمون 
“الأندروفين” الذي بدوره يساعد على التخفيف من أعراض الاكتئاب، كما يحرص الكثير من الأشخاص خلال هذا الشهر الكريم على ممارسة الرياضة الأمر الذي يساعد على تحسين الصحة النفسية.
عدا عن ذلك فإن هذا الشهر المبارك فرصة للتأمل ومراجعة الذات وتحسين العبادات وتصفية النفس من أحزانها وتجديد الأمل من خلال الدعاء، وتعد هذه الممارسات أحد أوجه الصحة النفسية المهمة التي تساعد على تحقيق الاستقرار النفسي والشعور بالطمأنينة.
في شهر الرحمة والبركة كذلك يكون للتواصل الأسري مع المحيطين معنى مختلفا، حيث تزداد الألفة بين الأقارب والأصدقاء ويستثمر البعض هذا الشهر المبارك في زيارة الأهل والتواصل مع الأفراد الذين حالت الانشغالات عن وصلهم بصورة مستمرة.
هذا الشهر المبارك أهله الله علينا بالأمن والإيمان فرصة لتجديد الصحة النفسية بمعانيها المختلفة.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية