العدد 5273
الخميس 23 مارس 2023
banner
الصين في الشرق الأوسط.. التواجد المحمود
الخميس 23 مارس 2023

 وجدت الصين في تراجع وانسحاب الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط وتحديداً منطقة الخليج العربي، فرصة مهمة تمكنت من استغلالها بالتوغل في المنطقة مستخدمة أدواتها المتمثلة في سياساتها الناعمة، لتنجح باقتدار في تعزيز تواجدها وتقوية علاقاتها بأهم اللاعبين والفاعلين في هذه المنطقة المهمة جيواستراتيجياً.
فواشنطن اختارت خلال السنوات المنصرمة نقل اهتمامها وتركيزها للشرق الأقصى بعد أن قررت أن منطقة الشرق الأوسط لم تعد ذات أهمية عظمى لها، ساعيةً للحد من التمدد الصيني وكبح طموح وقدرات بكين التي باتت اليوم تقارع الولايات المتحدة كقطب دولي يرتكز على الدبلوماسية الاقتصادية في تعزيز وتطوير علاقاتها مع المجتمع الدولي. واشنطن التي سحبت جنودها من العراق، واستبعدت دول مجلس التعاون من محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي، وحاولت التقليل من شأن وأهمية دول المنطقة، أدركت سوء حساباتها لتعود مجدداً عبر البوابة الأكبر المملكة العربية السعودية في القمم العربية – الأميركية محاولةً تعويض خساراتها التي تجلت بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، إلا أن ما أفسد لا يمكن أن يجبر بسهولة.
بعيد القمم العربية - الأميركية بفترة وجيزة احتضنت الرياض القمم العربية - الصينية التي كانت مخرجاتها كما يبدو تسير نحو تعزيز العلاقات بين دول المنطقة والصين، خصوصاً أنها تأتي تعزيزاً للعديد من المرتكزات القائمة، ويأتي على رأسها المنتدى العربي الصيني الذي تأسس عام 2004 ومبادرة الحزام والطريق الصينية والعلاقات الاقتصادية القوية في مجال البنى التحتية واستيراد الصين للنفط. وكمحصلة لكل ذلك وللدبلوماسية الناعمة التي تنتهجها الصين، ساهمت وهي التي تمتلك أيضاً علاقات متميزة مع طهران، في إعادة العلاقات السعودية - الإيرانية في خطوة تعزز مكانتها وأهميتها لدى دول المنطقة.
مما لا شك فيه أن الدور الصيني في المنطقة في تعاظم، وهو ما طالب به دائماً المهتمون بالعلاقات الدولية في المنطقة، فتنويع سلة التحالفات مطلب أساسي، والصين تحديداً شريك مهم وحيوي، خصوصاً أن التقارب مع الصين يقوم وينضوي على تعزيز العلاقات الاقتصادية في المقام الأول، وهو ما تحتاجه دولنا في ظل وجود رؤى وخطط اقتصادية تعتلي سلم أولويات دول المنطقة. 
كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .