العدد 5273
الخميس 23 مارس 2023
banner
مجـرد رأي كمال الذيب
كمال الذيب
ما السبيل للتخلص من هيمنة الملاذات المنغلقة؟
الخميس 23 مارس 2023

يجري حديث باستمرار عن التسامح كقيمة أخلاقية وإنسانية منبثقة من الرغبة في التعايش والسلام، سواء على الصعيد الوطني أو على صعيد العلاقة بين الدول والشعوب. وتعتبر مملكة البحرين من أكثر الدول اهتماما بهذا الجانب، وعلى أعلى مستوى، حيث تبنت هذه الدعوة وتجسيدها في العديد من المبادرات والمؤتمرات واللقاءات التي تحتضنها سنويا، وتأتي في هذا السياق الرسائل الأكثر أهمية ودلالة الصادرة عن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ودعواته السَّامية للتأكيد على أهمية المبادئ والأسس القيمية والروحية والإنسانية الجامعة، وإعلاء مبادئ التسامح والتآخي بين جميع فئات المجتمع على الصعيد الوطني، والتسامح والتعاون على الصعيد الدولي، من أجل أن يعمَّ التسامح والسلام، وأن تسود ثقافة الحوار، استنادًا لتبني القيم الإنسانية المشتركة، وإلى منظومة القيم البحرينية الأصيلة التي تحض على الإخاء والتعايش، والتعايش بعيدا عن ثقافة المواجهات الحادة التي تؤدي في الغالب إلى صراعات لا تنتهي.
إن الحداثة، هي أساس التقدم والمدنية والتي تجعل الدولة تنظر إلى الإنسان باعتباره مواطنا حرا بغض النظر عن دينه أو مذهبه، حيث تبقى إنسانية الإنسان واختياره الحر القيمة المطلقة.
إن التسامح في أفضل تجلياته هو الجمع بين قوة الاعتقاد والإيمان وروح التسامح الإنساني، من أجل بناء سياسة مشتركة ليس في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية فحسب، لردم الهوة المؤلفة من الأوهام في الكثير من الأحيان، والتي تحول دون التعايش والتضامن بين الشعوب، في كل ما يتعلق بالمشكلات التي قسمت منذ قرون الوعي الحضاري الإنساني، من خلال تكثيف اللقاءات والحوارات بين الأديان والثقافات كالتي تحتضنها البحرين، انطلاقا من الدعوات الأخلاقية إلى التسامح والإعلانات المتبادلة بشأن احترام قيم الآخر، والتضامن الإنساني بين الشعوب الذي يمكنه أن يوصلنا إلى مواجهة تحديات الحداثة والعصر بالاستفادة من العلاقات الكونية الجديدة، والقبول بالإنجازات التحررية والعقلانية التي تم تحقيقها بعيدا عن الاحتماء بالملاذات والمرجعيات المنغلقة.
كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية