العدد 5273
الخميس 23 مارس 2023
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
رمضان.. هل سيكون شهرا للصيام والقيام وصالح الأعمال؟
الخميس 23 مارس 2023

رمضان.. هل سيكون شهرا للصيام والقيام وصالح الأعمال؟  يقبل علينا شهر رمضان، وهو نعمة كبرى يقدرها حق قدرها المخلصون الصالحون الذين يتلذذون بطول القيام بعيون دامعة وقلوب خاشعة وألسنة صائمة عن الفحش، مشاهد قد لا نراها بذات الحجم والمسؤولية والحرص الذي كان في الماضي. رمضان اليوم رغم إيجابياته إلا أن أمورا عديدة وظواهر كثيرة تحدث فيه تحتاج إلا وقفة، منها كثرة البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي ألهت الكثيرين، مغيبة عنهم الحس الديني والمعاني الحقيقية المستفادة من الشهر الفضيل، وظاهرة “الغبقات والخيم الرمضانية” وما يصاحبها من محظورات شرعية، فالكثير منها أصبح خادشاً للحياء.. لهو وغناء وسهر بعيداً عن الطقوس الإيمانية، بالإضافة إلى الإسراف في الطعام، وغيره من الظواهر. كلها سلوكيات دخيلة لا تنسجم مع هذا الشهر الفضيل، ظواهر إن استمرت ولم نتداركها حتماً سنشهد تغريبا في المجتمع يسلخه من قيمه وهويته، وكما قال الله عز وجل (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) (النحل: 112). لنجعل رمضان هذا العام فرصة لمجاهدة النفس وتنقية القلب لنبدأ شهرنا المبارك بقلوب تائبة منيبة، قاصدين فيها وجه الله سبحانه وغفرانه، فهو طاعة لمصلحة الجسد والنفس البشرية.. لن ننتفع من خيرات هذا الشهر وبركاته إن تزاحمت العادات لتفوق العبادات، عادات اللهو والرياء والتباهي والمفاخرة والمظاهر الشكلية البعيدة عن النوايا الصادقة الخالصة لله والطامعة بثوابه وغفرانه.  نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الأعمال الصالحة ويرزقنا الإيمان والاحتساب في الصيام والقيام حتى نكون ممن تشملهم مغفرة الله تعالى لما تقدم من ذنوبهم. كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .