العدد 5274
الجمعة 24 مارس 2023
banner
شهر عامر بالطاعة
الجمعة 24 مارس 2023

تمتاز الأيام الرمضانية برونق خاص، يختلف تماماً عن باقي أيام السنة؛ فهناك عادات وتقاليد نابعة من ديننا الإسلامي، إلى جانب ثقافتنا العربية، وهو ما يجعل من رمضان بالإضافة إلى أنه شهر الخير والمغفرة والغفران، وشهر نزول القرآن، ويضم بين جنباته ليلة من أعظم الليالي مكانة وقدسية ألا وهي ليلة القدر المباركة، مختلفا نوعياً عن غيره من الشهور، ويزهو بزهو لا يقارن مع غيره من الشهور.
ولم يختلف المتخصصون أبداً من أطباء وعلماء في الفائدة الكبيرة التي يجنيها الصائمون من صيامهم صحياً، هذا فضلاً عن الغذاء الروحي الذي يتوق إليه عباد الله في هذا الشهر الفضيل، بمظاهره المألوفة من تسارع في الخيرات وإكثار للعبادات، لكن للأسف الأمر لا يخلو من بعض الممارسات الخاطئة، خصوصا فيما يتعلق بالإسراف في الطعام وإبراز البذخ والترف المبرر تبريراً هشاً ضحلاً، بينما كان الفقير الأولى بالخيرات المهدرة في الإسراف والتبذير.
إن التعامل مع الصيام على أنه حرمان من الأكل والمشرب فقط، دون أية دلالات عميقة أخرى تعبر عن أصل الصيام وجوهره، لا يحقق الفائدة المرجوة منه، كما أن الممارسات الغذائية السيئة، تصيب المعاني الحقيقية للصيام، فمن الضروري بمكان أن يلتزم الصائم بتحقيق أهداف الصيام ودلالاته الصحيحة، وأن يعتدل في المأكل والمشرب، وحتى في إبراز مظاهر الاحتفاء بالشهر الفضيل؛ فالإسراف يتناقض مع تعاليم الدين، وربما لا يأتي الطمع سبباً في ذلك أحياناً، إنما للتباهي والتفاخر أمام المجتمع، وذلك بالإفراط في الإنفاق، وهو ما يفتح المجال على مصراعيه لمزيد من الممارسات الخاطئة التي لا تعكس مكانة الشهر الفضيل في نفوس المسلمين ومضامينه الروحية والأخلاقية.
إن شهر رمضان المبارك أفضل فرصة لتبيان الممارسات الصحيحة، والاقتداء بالرسول الأعظم، والاستفادة القصوى من دروسه وعبره، فهو الشهر الذي لا يرد الله فيه سائلاً أو محروماً أو مستغيثاً، فنسأله سبحانه أن يكون هذا العام وفي كل عام شهراً عامراً بطاعاتنا وإيماننا به وحده.
كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .