+A
A-

عبادي: عملت حمالي في السوق منذ طفولتي.. والذرة عشقي الأول

لم يحظى “عبادي” بطفولة مترفة، إنما كبر وترعرع في قسوة السوق، حيث بدأ العمل في جر العربات لمرتادي السوق المركزي بالبحرين منذ كان في السادسة من عمره. 
لكنه يعتقد بأن القسوة التي شهدها في السوق منذ نعومة أظفاره كانت سببًا في اكتسابه قوة وصلابة لا تهزمان. 
إنه بائع الذرة عبدالله الشجار، الذي أصبح أيقونة بحرينية، بفضل صورته التي يضم بها يديه أمام صدره، وخلطات الذرة الشهية التي يصنعها بحب كما يقول. 

يمتلك عبادي سبع محلات موزعة على مناطق البحرين ويطمح في التوسع خليجيًا، ويسرد لـ"البلاد" ذكرياته القديمة قائلا: “ ربيت في عائلة كبيرة، وكان أبي يعطينا مصروفًا فقط في أيام الدوام المدرسي عبارة عن 150 فلسًا، وفي أيام الإجازة الأسبوعية كان يكف عن ذلك ويحثنا على العمل في السوق إذا أردنا الحصول على المال”.
ويضيف: “لم يكن السوق لطيفًا مع الأطفال الصغار، لكنني أشكر والدي فقد ربانا بالطريقة الصحيحة التي نعتمد فيها على أنفسنا، ولا أذكر أنني طلبت مالًا من أبي ولو حتى 100 فلس أبدًا”.

كان العمل في السوق كَـ “حمالي” نقطة بدايته، ثم انطلق عبادي منذ بلغ الثمانية أعوام لصناعة الذرة بعد العودة من السوق، وأكد بأنه كان يعود من السوق حاملًا معه صندوقًا من الذرة، يصنعه في المنزل ويبيعه في الحي الذي يسكن فيه على الجيران والأطفال، ويتلذذ هو بوجبته الشهية في الآن ذاته.
وعن سر حبه للذرة أجاب عبادي : “ كل الحب للذرة، فهو العشق الأول والفريد من نوعه، ويكمن سر طعمه الشهي في صنعه بالحب ذاته”.



كما تبنى عبادي استراتيجيته الخاصة بالتسويق واضعًا صورته في كل اللافتات الإعلانية، وقال معلقًا: “فكرت في وضع صورتي على اللافتات لأنها ستخلق جدلًا، سيحب البعض وجود صورتي ويكره الآخر ذلك، وعند خلق الجدل سأحقق المزيد من الشهرة والانتشار”.

واختتم عبادي حديثه عن تحديات العمل بأنها كثيرة لكنها لا توقفه ولا تقلل من عزيمته، مستشهدًا بقصة جرت له مع زبونة هددته بتقديم شكوى ضده: “تلقيت رسالة من احدى الزبونات تفيد بأنها عثرت على وسخ في الذرة الذي اشترته، أعرف أن ذلك ممكن الحدوث لأن عربة صناعة الذرة مهما حافظنا على نظافتها فإنها في منتصف الشارع ولابد أن يصيبها الغبار أحيانا، فطلبت مني إعادة المبلغ الذي يبلغ 6 دينار وفعلت، ثم عرفت أنها 600 فلس فقط وطالبتها بارجاعه، اللا أنها لم تفعل وهددتني بتقديم شكوى ضدي واساءت لي في الحديث كثيرًا”.

كاميرا “يوم مع” التقت بعبادي، فعكست صورته التي آمن فيها بموهبته في صناعة الذرة، وعمل جاهدًا لتحقيق حلمه الكبير من خلال مهنة بسيطة جدًا.

 

اشترك في قناة صحيفة البلاد على يوتيوب وفعّل زر الجرس ليصلك كل جديد.