+A
A-

تفاصيل ملامح المستقبل تتشكل في "مدينة شباب 2030"

منذ النسخة الأولى منها في العام 2010، اتجهت "مدينة شباب 2030" نحو تشكيل ملامح المستقبل وفق تطلعات الشباب من مختلف الفئات العمرية، وتحت مظلة وزارة شؤون الشباب والرياضة ودعم صندوق العمل "تمكين"، تحقق النجاح من خلال إقبال الشباب للمشاركة في البرامج التدريبية والفعاليات والأنشطة ولا سيما تلك التي تنمي المهارات والمعارف على يد خبراء ومتخصصين يشرفون على تنفيذ خطة العمل.

إطلاق الطاقات الإبداعية

ولو تساءلنا :"لماذا تقدم مدينة شباب 2030 كنموذج ناجح؟"، والجواب لأنها تجدد طرح البرامج التدريبية بما تشمله من متطلبات المستقبل كالذكاء الإصطناعي والبرمجة والأمن السيبراني وبرامج الابتكار والإبداع وليس هذا فحسب، فالمدينة تعتبر "مصنع الرواد" من خلالها برامجها القيادية وتطوير المهارات الشخصية، باعتبارها أبرز المبادرات التي تقدمها وزارة شؤون الشباب والرياضة لشباب البحرين، وبهذا، نفهي من أبرز المشاريع التدريبية للشباب لما تتمتع به من قدرة على صقل المواهب والمساعدة في تشكيلها، فضلًا عن منح الشباب فرص تدريب ممتازة لتأهيلهم بشكل أكبر وتزويدهم بكل الإمكانيات لإطلاق طاقاتهم الإبداعية، ورفع مستوى مهارات الشباب مما يساهم في تكوين كوادر بحرينية مؤهلة للمشاركة بفعالية في التنمية الشاملة للمملكة.

تحفيز العاملين في القطاع الشبابي

ومع مسار العمل، تطورت وتنوعت البرامج التدريبية لتشمل: الفن والطبخ، وورشة الابتكار والتي تطرح البرامج المتخصصة في التكنولوجيا والهندسة والميكانيكا، وأكاديمية الرياضة التي تعنى بتقديم البرامج الصحية والرياضية، إضافة الى استوديوهات الإبداع والذي يقدم بدوره برامج تدريبية متنوعة في مجالات المسرح، الإعلام والموسيقى والتصوير بجميع أنواعه، ويرى رئيس مركز تمكين شباب الحجر عبدالله الشملان أننا ونحن نحتفل بيوم الشباب البحريني في نسخته الثانية هذا العام، فإن واحدة من أهم المشروعات المقدمة للشباب، هي مدينة شباب 2030 ولو نظرنا إلى الأبعاد الوطنية من مناسبة الاحتفال إلى جانب تقدير جهود الإنجازات الشبابية، فالوجه الآخر هو تحفيز جميع العاملين في القطاع الشبابي لبذل المزيد من الجهد الذي يحقق الأهداف الوطنية عبر مشاريع تخدم الشباب باعتبارهم عماد الوطن.

الخروج عن النمط التقليدي

ويشير الشملان إلى أن تجربتنا البحرينية في هذه المدينة مدعاة للفخر والاعتزاز، ونرفع في شأنه الشكر إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك لشؤون الشباب والأعمال الإنسانية حفظهما الله، وإلى كل مسؤول وداعم للتوجهات التي تسهم في صقل مواهب الشباب وتعمل على تهيئتهم للمستقبل للعطاء ودفع عجلة النهضة والتقدم في بلادنا الغالية، ولعلنا نضرب مثالًا ببرنامج "لامع" الذي لمسنا فيه رؤية معاصرة لتأهيل قيادات شبابية مؤهلة وقادرة على التعامل مع متطلبات العصرنة في المجالات التي يفرضها الحال، ولأن البرنامج للأطفال والشباب، فهذا يؤكد فاعلية أسلوب مهارات العمل الجماعي والتفكير الإبداعي والخروج عن النمط التقليدي من الأفكار.

ليست صورة كرنفالية وحسب

وتحظى "مدينة شباب 2030" بدعم المسؤولين في الدولة ما يؤكد تجسيد الاهتمام بالاستثمار في ميدان الشباب، خصوصًا وأن الأمر لا يقتصر على اكتشاف المواهب وصقها، بل في تزويد الأطفال والناشئة والشباب بالمهارات اللازمة التي تغرس في نفوسهم الحماس والاستعداد لاختيار التخصص الأكاديمي والمجال الذي سيعملون فيه مستقبلًا لمزج التجربة والخبرة والتعليم، وترى رئيس مركز تمكين شباب الهملة بتول السيد على أن إحداث التحول الإيجابي فيما يتعلق بتطلعات الشباب يمثل ركنًا مهمًا من مسيرة التطوير، ولو أشرنا إلى هذا الجانب ونحن نحتفل بيوم الشباب البحريني في نسخته الثانية لوجدنا أن المعاني الوطنية تمثل انطلاقة للشباب البحريني في كل الميادين، ونحن في هذا اليوم حين نحتفل فلا نكتفي فقط بالصورة الكرنفالية، ولكن نريد أن نترجم قضايا الشباب إلى دعم وفتح المجال للقيادات الشبابية للمشاركة في كل استراتيجية وخطة تضعها الجهات المعنية.

مفتاح العصر الحديث

ومن الجميل أن تكون لدينا تجربة حضارية رائدة هي مدينة شباب 2030 ، فهي أولًا فكرة ممتازة وتفتح آفاقًا للشباب في جميع المجالات ولا سيما في مجال التكنولوجيا باعتبارها مفتاح العصر الحديث، ولأن شبابنا في البحرين لديهم الكثير من الإمكانيات والتطلعات فيمكن أن نجعل من هذه التجربة مجالًا لصنع القيادات، علاوة على ذلك فإن الورش القيادية تعتبر أضافة ممتازة لمساعدة الشباب، نأمل في استمرارها وتطويرها بما يتواكب مع متطلبات التقدم المذهل الذي تشهده مختلف الميادين.