الحلقة الثانية من برنامج “منا وفينا”، والتي عرضها تلفزيون البحرين، ودخل الفنان خليل الرميثي بقلبه الكبير وطيبته متنكرا إلى إحدى دور المسنين، وحملت عنوانا يطرد النوم من عيون الأحياء وهو “ترى حلمهم بسيط، محتاجين يطلعون ويشوفون شوارع البحرين”، حملت الكثير من المعاني والدلالات وكل الكلمات التي قالها وذكرها آباؤنا المسنون في الدار لم يخف رنينها لغاية اليوم.
تنحدر دمعة كبيرة وراء دمعة، ونحن نسمع من أحدهم أنه لم يخرج من الدار منذ عام 2000، فهو كمن يرى منارة بعيدة تقترب منه ثم لا يجد غير مرآة مهشمة، لكن وبحق.. شكرا حكومتنا الموقرة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية التي وفرت هذا المكان والرعاية المتكاملة والشاملة للمسنين، وبيئة الحب والتعاطف والعمل المخلص من قبل فريق عمل محترف نقدم له كل الشكر والتقدير والعرفان على ما يقدمه من فضائل جسيمة وطيب الكلام والرعاية لهذه الفئة من المجتمع التي نطلق عليها بكل عفوية “هم الخير والبركة”.
يعاملونهم كآبائهم تماما إن لم يكن أكثر، وقد ذكر لي الفنان الصديق خليل الرميثي تفاصيل كثيرة عن ما عاشه وشاهده في الدار من روعة المعاملة وجودة الخدمات والرعاية والعطايا والصدق والوفاء والمواقف الجليلة التي تعكس الجوهر الحقيقي للإنسان البحريني، ولعل الشيء الذي قرع أجراس السعادة في قلوبنا هو العمل على توفير باص متكامل ومجهز بكل الخدمات والاشتراطات لخروج المسنين في نزهات ورحلات لمختلف مناطق المملكة لاستعادة ذكرياتهم الجميلة وإخراجهم من الروتين اليومي، بعد طول فراق وشدة اشتياق. 
هؤلاء المسنون أصحاب “الخير والبركة” يحتاجون العطف والعناية، ووجدوها في هذه الدور بكل المعاني الواسعة العميقة، فكل من يعمل فيها يقوم بواجبه ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، ويعرف في قرارة نفسه أن اليد الحانية التي تمتد إلى المسن تعني الكثير.
*كاتب بحريني