من يتابع الجهود الحثيثة والمضنية التي تبذلها الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية يدرك تمامًا المسؤوليات والمهمات الجسام التي تقع على عاتقها وذلك لوضع خطة عمل متكاملة لتنظيم العملية المرورية وضبط المخالفين وفرض القانون على جميع مستخدمي الطريق، وبدورنا نثمن دورهم وعملهم المستمر على مدار العام، ومسؤولياتهم التي تكون أكبر أثناء المناسبات الوطنية والاحتفالات والبرامج المختلفة التي تقام على أرض المملكة، وكما قيل سابقا “السياقة فن”، فالتزام السواق بالقوانين والأنظمة واحترامها سيعطي صورة مشرفة ويثبت ثقافة وحضارة المجتمع البحريني، فالبحرين ورغم مساحتها الجغرافية الصغيرة إلا أن الناس أصبحوا لا يرغبون في الخروج من منازلهم بسبب الاختناقات المرورية.
مؤخرا، أعلنت الإدارة العامة للمرور أنها تمكنت من رصد 630 مخالفة تجاوز خاطئ على مسار الطوارئ، وخلال 5 أيام فقط! ولا شك أن هذه الخطوة والصرامة مطلوبة، وذلك للمحافظة على سلامة ومصالح مستخدمي الطريق، وفي خبر متصل قامت الإدارة العامة للمرور أيضًا بحجز 200 دراجة نارية تابعة لشركات توصيل المطاعم لمدة شهر بسبب عدم التزامها بأنظمة وقواعد المرور، ما يعرض حياة مستخدمي الطريق للخطر. 
قد يقول البعض إن الإدارة العامة للمرور تقوم بهذه الحملات المرورية بهدف تحقيق أكبر قدر من الأرباح المالية! وبدوري أود أن أصحح لهؤلاء بأن فرض القوانين لا يتم بدون فرض غرامات مالية، وهذا الأمر متبع في جميع دول العالم، فالغرامة هنا الرادع الوحيد بهدف الحفاظ على النظام في الطريق، والإدارة العامة للمرور قامت بدورها ونظمت معرضا للقرية المرورية بمناسبة أسبوع المرور الخليجي في مجمع الأفنيوز تحت شعار “حياتك أمانة”، ولاقت استحسان الجميع لأن هذه الفعاليات تسهم في زيادة الوعي لدى جميع أفراد المجتمع. ولا ننسى في هذا المقام أن ننوه بجهود رجال المرور أثناء إقامة سباق الفورمولا 1 في تنظيم الحركة المرورية من وإلى حلبة البحرين الدولية.
ختاماً.. وكوني كاتب عمود أود أن أوضح نقطة مهمة جدا وهي ضرورة إبراز كل ما هو إيجابي من قبل الجهات الحكومية والخاصة، دعونا نبرز قصص النجاح في الكثير من مؤسساتنا بفضل سواعد البحرينيين الأكفاء، فليس من الإنصاف التركيز على السلبيات وإغفال الإيجابيات.
*كاتب وإعلامي بحريني