يوم جديد من العمليات القتالية تشهدها الجبهة الأوكرانية الروسية، اليوم الأحد، حيث تستمر القوات الروسية في محاولة بسط السيطرة على أراض أوكرانية، فيما تستمر كييف في المقاومة مدعومة من القوى الغربية. وقد أعلنت أوكرانيا عن استخدامها ذخائر الهجوم المباشر عالية الدقة، وطالبت واشنطن بالمزيد منها. الإعلان الأوكراني تزامن مع إعلان روسيٍ آخر بزيادة إنتاج السلاح بأنواعه كافة.

وفي آخر التطورات، قال مسؤول أوكراني كبير إن ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين قُتلوا، وأُصيب ستة آخرون في قصف روسي لبلدة كوستيانتينيفكا في شرق أوكرانيا، صباح اليوم الأحد.

وتبعد كوستيانتينيفكا 20 كيلومترا إلى الغرب من باخموت التي تمثل بؤرة قتال منذ ما لا يقل عن ثمانية أشهر في ظل محاولة القوات الروسية السيطرة عليها.

وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تليغرام "نفذ الروس قصفاً مكثفاً على بلدة كوستيانتينيفكا".

من جهته، أكد القائد العام للجيش الأوكراني، الأحد، في ذكرى مرور عام على العثور على جثث مدنيين في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، بعد انسحاب الجيش الروسي منها، أن أوكرانيا "ستواصل النضال من أجل استقلالها". وكتب على تطبيق "تليغرام": "نواصل النضال من أجل استقلال وطننا".

وفي 31 مارس 2022، انسحب الجيش الروسي من بوتشا وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر على بدء العملية العسكرية الروسية بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. وبعد يومين على الانسحاب، تكشفت معالم مذبحة. ورأى مراسلو "فرانس برس" في بوتشا في الثاني من أبريل سيارات متفحمة ومنازل مدمرة وجثث عشرين رجلاً بملابس مدنية مبعثرة على مئات الأمتار وكان أحدهم مقيد اليدين.

صدمت هذه المشاهد العالم بأسره، ودانت كييف والغربيون الإعدامات التعسفية بحق مدنيين، في ما وصفوه بأنه جرائم حرب. ونفى الكرملين أي تورط له، مؤكدا أنها عملية مدبرة.

وميدانيا، صدت القوات الروسية ضربة مشتركة لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة للقوات الأوكرانية في اتجاه جنوب دونيتسك ودمرت مجموعتي استطلاع أوكرانيين، حسبما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية. ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن المتحدث القول: "في اتجاه جنوب دونيتسك، تم صد الضربات الصاروخية المشتركة التي اشتملت على صاروخين من نظام إطلاق الصواريخ المتعددة "هيمارس" وثلاثة مقذوفات من منظومة "Smerch MLRS". كما كشف المتحدث أيضا أن القوات الروسية أسقطت ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة "سبوتنيك"، أنه "في اتجاه جنوب دونيتسك، أحبطت القوات الروسية محاولتين من قبل كييف لإجراء استطلاع بالقوة، حيث تم تدمير مجموعة استطلاع، وتم القضاء على ما يصل إلى 20 مسلحًا". وأضاف أنه في اتجاه زابوريجيا، تم إحباط محاولة من قبل القوات الأوكرانية لإرسال مجموعة تخريب واستطلاع إلى مؤخرة القوات الروسية وقتل خمسة مسلحين.

بالمقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا شنت 40 هجوما صاروخيا على مناطق مأهولة بالسكان يوم أمس، واستهدفت أفدييفكا في دونيتسك بصواريخ باليستية.

من جهته، أعلن القائم بأعمال حاكم مقاطعة خيرسون، أن السلطات في خيرسون كشفت خلية إرهابية أوكرانية كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية في أماكن مزدحمة بمدينة نوفايا كاخوفكا.

وكتب في قناته على "تليغرام": "اليوم، كجزء من أنشطة عمليات البحث، تم كشف خلية من الأوكرانيين الذين خططوا لهجوم إرهابي في أماكن مزدحمة في منطقة نوفا كاخوفكا".

وأثناء عمليات البحث، تم العثور على مخابئ بكميات كبيرة من المتفجرات وتم ضبطها وتدميرها.

وأصبحت مقاطعة خيرسون جزءا من روسيا الاتحادية بعد استفتاء أُجري هناك بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، لا تعترف كييف بشرعية الاستفتاء وتواصل قصف أجزاء من المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الروسي.

هذا وأفادت وسائل الإعلام الروسية بأن القوات الأوكرانية قصفت مدينة دونيتسك وضواحيها 18 مرة خلال اليوم الماضي، وأطلقت 97 قذيفة وصاروخ، مخلفة إصابة واحدة ودمارا في المنازل.

ووفقا لممثلية جمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب في أوكرانيا: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أبلغت البعثة عن 18 واقعة إطلاق نار من جانب القوات الأوكرانية في اتجاه دونيتسك، أطلق العدو سبع قذائف مدفعية من عيار 155 ملم و152 ملم، واستهدفت قوات كييف مدينة ياسينوفاتسكي بثلاث قذائف من راجمات الصواريخ والمدفعية 155 و152 ملم، وفي المجمل قامت القوات الأوكرانية بإطلاق 97 مقذوفا من العيارات المختلفة على أراضي الجمهورية".

وأشار البيان إلى أن قصف القوات الأوكرانية استهدف المناطق السكنية ياكوفليفكا، غورلوفكا، ياسينوفاتايا، دونيتسك، يلينوفكا.

وفي اليوم السابق، تم تسجيل عمليات قصف أوكرانية باستخدام 34 مقذوفا وصاروخا من عيارات مختلفة، وتواصل القوات الأوكرانية قصف الأحياء السكنية والبنى التحتية في مناطق ومدن جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين ومقاطعتي زابوريجيا وخيرسون.