العلاقات الدبلوماسية بين الدول لها أسس ومبادئ معروفة لا ينبغي لطرفي هذه العلاقات مخالفتها حتى لا يتعكر صفو العلاقات بين الدول.
والمعروف أن الدبلوماسي هو ممثل لدولته لدى الدولة الأخرى، وبالتالي فإن كل تصرفات الدبلوماسي خيرها وشرها تنعكس على دولته التي يمثلها لأنها لا تعد تصرفات شخصية.
صحيح أن الدبلوماسي له حصانة لا يتم انتهاكها في مسكنه وسيارته وأشياء أخرى تتعلق به وبأسرته، لكن هذا الأمر في المقابل يرتب على هذا الدبلوماسي مراعاة حساسيات معينة تتعلق بالدولة التي يعمل بها خلال سلوكه وكلامه، لأن سلوكه هو سلوك دولته وكلامه هو كلام دولته، وإن أكثر السلوكيات إزعاجا وإساءة والتي تصدر عن أي دبلوماسي التدخل في الشؤون الداخلية للدولة التي يقيم فيها تحت أي شعار ولأي سبب.
إن ميزة بلدي البحرين بلا فخر أنها حريصة للغاية في تعاملها مع كل الدول على عدم التدخل في شؤون الغير، وهذا لا ينطبق على سلوكيات وتصريحات دبلوماسييها المبعوثين للخارج فحسب، لكن ينطبق على جميع الساسة ورجال الدولة البحرينية اقتداء بالسياسة الرشيدة التي تبناها ورسخها جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة قائد الدبلوماسية البحرينية.
ولأن البحرين كذلك فهي في المقابل تكون حساسة للغاية تجاه أي دبلوماسي يحاول أن يتدخل بقليل أو كثير في شؤونها الداخلية أو يخالف مهمته المعروفة كدبلوماسي وفي الإطار الذي تمت صياغته واتفق عليه بين الدولتين. وأعتقد أن بلدي البحرين، شأنها شأن غيرها من دول كثيرة، لا تسأل أي دبلوماسي عن مهنته أو مهمته التي كان يمارسها في بلده قبل المجيء إليها، لكن يحق لها أن تعترض على سلوكيات أو مهمات يقوم بها الدبلوماسي وتكون خارج المألوف والمتفق عليه، لأن أساس العمل الدبلوماسي المعاملة بالمثل.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية