+A
A-

 وديان الشهري تصنع برمجة مضادة لبنات جيلها

المتتبع لحركة النشر العربي يجد حضورًا متزايدًا في السنوات الأخيرة للكاتبات العربيات خاصة من جيل الشباب، تحمل كتاباتهن برمجة مضادة لذواتهن وعقولهن وأرواحهن وأحلامهن.. ساعيات لاستعادة ذواتهن، واستشراف قواهن الكامنة، ورفض أي تمييز بحقهن.

وسجلت الكاتبات السعوديات حضورًا قويًا على مستوى الشعر أو القصة أو الرواية، كل تناقش أفكارها حسب خزينتها الثقافية والمكانية، فحواء المبدعة تشدها القضايا الإنسانية وتنحاز إليها، خاصة فيما يخص الأنثى في شتى صورها كما هو الحال مع الكاتبة السعودية الشابة وديان الشهري.

ويبدو أن الكاتبة والمذيعة الشابة وديان الشهري، قد استفادت من دراستها للإدارة في الجامعة الأمريكية، فالقارئ لكتابها الأول "زمرة أبيلية" يشعر بأفكار منظمة، أخذت حظًا وفيرًا من الإبداع، فالحروف هنا تشبه المرآة التي تعكس ما يدور في النفوس، تصف المشاعر الحبيسة في وجدان العديد من النساء اللواتي تحدثت عنهن الكاتبة.

تحتار وأنت تقرأ لوديان الشهري هل هي متحيزة في كتاباتها ضد الرجل؟ أم أنها فقط توجه سهام النقد لأشخاص محددين دون اسقاط سهامها على جنس الرجال جميعًا.. كما أنها في برنامجها "كورنر FM الذي تقدمه في إذاعة FM  AlifAlif  حيادية منصفة، فلا هي تهاجم الرجل، ولا هي تجامل المرأة على طول الخط.. المؤكد أنها حريصة دومًا على إنصاف بنات جنسها.

كما تحظى المقاطع القصيرة التي تنشرها وديان الشهري عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة اليوتيوب و سناب شات وتيك توك باهتمام قطاع كبير من الشباب السعودي، لاسيما أنها تطرح العديد من الأفكار التي تهم الشباب من الجنسين على السواء.. وكثيرا ما تتحول التعليقات على هذه المقاطع إلى ساحة سجال بين المتابعين خاصة إذا كان الأمر ينتصر لأحد الجنسين على الآخر..

والمؤكد أن وديان الشهري سواء في كتاباتها أو لقاءاتها عبر الفضاء الأزرق، ومن خلال (124) مقطعًا نثريًا في كتابها الأول "زمرة أبيلية" تحاول إشعال الضوء في الجانب المظلم من قلوب الحالات التي كتبت عنهن، وترجمة مشاعرهن التي لطالما تنكر لها كثيرون، فيشعر القارئ وكأنه يتنفس هواءً نقياً لأول مرة من زمن بعيد!