نحن في البحرين نحب التحدث عن التقنية المالية Fintech وخصوصا لدى المصارف المحلية، ولكن لهذا اليوم لدينا مجموعة من البنوك حديثها الشاغل هو التحول الرقمي والتقني، و لكن عندما ترى تطبيقاتها المختصة بالهاتف المحمول والمواقع الإلكترونية، قد لا تصدق ما يحدث.
إحدى الأسباب الرئيسة لذلك هو أن العديد من البنوك لم تتبنَ العصر الرقمي بشكل كامل، لا تزال تعتمد على التقنيات والعمليات القديمة، مما يؤدي إلى تجربة رقمية غير ممتازة لعملائها. 
قد تكون مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها المحمولة بطيئة وصعبة الملاحة وتفتقر إلى الميزات والوظائف المهمة، رغم الفوضى الإعلامية التي تقوم بها هذه المصارف والمؤسسات المالية عند الحديث عن التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي.
والسبب الآخر هو أن العديد من البنوك لم تستثمر بما فيه الكفاية في منصاتها الرقمية و لا موظفيها التقنيين ، هذا إذا كان لديها قسم مختص بالتطوير من الأساس؛ وذلك ربما لأنها لم تخصص موارداً كافية أو ميزانية لتطوير وصيانة قنواتها الرقمية، مما يؤدي إلى تجارب مستخدم سيئة، و خصوصا عندما يحين الوقت للتعامل مع موردين خارجيين عديمي الخبرة (أو النزاهة أحيانا) عند الحاجة لبناء قنوات أو تطبيقات.
علاوة على ذلك، لا تزال العديد من البنوك تلتزم بممارسات البنوك التقليدية، وقد يكونون مقاومين للتغيير، وقد لا يفهمون تمامًا أهمية القنوات الرقمية وكيف يمكن أن تحسن تجربة العملاء، و خصوصا عندما تكون هذه المشاريع في أيدي مما يحبذون تسمية أنفسهم بالمدييت) (و هناك الكثير من هذا النوع)، و أهم أهدافهم هو الانتهاء من مشاريعهم؛ لكي يصلوا إلى ما يسمى بالـ “KPIs” أو الأهداف المختصة بالأداء، و هو جل اهتماهم الوحيد ، وذلك لكي يعود عليهم بالأثر المادي بأي وسيلة (حتى لو كانت خاطئة).
من أطرف ما سمعته من تلك المصارف هو عندما تذمرت عند الفريق المصمم لأحد تلك التطبيقات الهاتفية، ماذا أجابني الفريق المطور لبنك في البحرين؟ الإجابة كانت: “الفريق الإداري طلب منا أن نقوم بنشر التطبيق بحاله المزري فقط؛ لكي نستطيع أن نقول لعملائنا بأن لدينا تطبيق على منصات Google و Apple ، و نحن نعلم في الداخل أن التطبيق لا يعمل أبدا”. 
 فشلت في اختيار الكلمات المناسبة للرد على ما سمعته من هذا الشخص.