العدد 5286
الأربعاء 05 أبريل 2023
banner
الفن يؤدي دوره الطليعي
الأربعاء 05 أبريل 2023

نستغرب من الذين ينتقدون الفن ويحاربون المبدعين، بل وصل الحال بهم إلى القول إن الفن يعارض الدين ويفسد الأخلاق وأنه من عمل الجن والشياطين ويقود صاحبه إلى الهلاك، ونصبوا أنفسهم محامين عن النور.. كيف لا وعقولهم محجوزة في أقفاصها المغلقة ويعيشون حياتهم بدون لون وطعم.
لقد وعى الإنسان الأول دور الفن والأدب ومسؤوليتهما في بناء حياته ومجتمعه، فمنذ الفجر الأول للإنسانية استخدم الإنسان الفن لتغيير العالم والتقدم به، من تطوير لأدوات العمل إلى التنكر إلى أغنيات العمل الجماعية، عرف الإنسان الأول ضرورة الفن ووظيفته في تقدم المجتمع الإنساني والسيطرة على الطبيعة، فقد كانت هذه الأشكال الأولى من الأدب والفن ضرورة وليست مجرد متعة أو تسلية، فرقص الإنسان الأول قبل الصيد كان مقدمة ضرورية للشعور بالقوة، ورسم الحيوان على الجدران كان وسيلة للتفوق على الحيوان والسيطرة عليه، وما إلى ذلك من ضروب الأدب والفن الأولى التي كانت فنونا جماعية يشارك فيها الجميع قبل الخروج إلى عالم الطبقات، وعندما انتقل المجتمع إلى الطبقة بدأ الفن يعمل لصالح الطبقة المسيطرة وطبقا لفكرها وآيديولوجيتها، كما تطور الفن من الجماعية إلى الفردية تبعا لتطور أشكال المجتمع الإنساني.
الفن موجود منذ البدايات الأولى للإنسانية، وعبر عصور التاريخ، ويؤكد أرنولدهاوزر مؤلف كتاب “الفن والمجتمع” أن التاريخ الاجتماعي للفن يؤكد أن الأشكال الفنية ليست مجرد أشكال نابعة من الوعي الفردي يحددها المجتمع، ولسنا بحاجة إلى إعادة التأكيد على دور الأدب والفن في تطوير المجتمعات وتنوير الجماهير.
سيبقى الفن يؤدي دوره الطليعي كمعبر عن القيم الحضارية المتجددة وطموح الإنسان الأبدي إلى الحرية ونقاء العلاقات الإنسانية، وكل من يقف ضد الفن ويتهجم على الفنانين والمبدعين وينكر دورهم في المجتمع، سينزلق إلى الظلمات، لأنه باختصار لن يقوى على روعة الشعر، والرواية، والمسرح والسينما، والموسيقى.
أخيرا أقول.. أي غبي هذا الذي ينكر عطاء الفن الكريم للإنسانية!.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية