العدد 5292
الثلاثاء 11 أبريل 2023
banner
كلمة شكرا للصحافي.. تحلق به فوق العالم العريض
الثلاثاء 11 أبريل 2023

خلال حضوري إحدى الفعاليات مساء يوم الأحد، اقتربت مني امرأة، وبعد إلقاء التحية والسلام قالت.. هل عرفتني؟ حدقت فيها وأنا أنبش في الذاكرة ولكن دون جدوى.. للأسف لا؟ قالت أنا جارة المخرج أحمد يعقوب المقلة، وجزاك الله خيرا على ما فعلته حينما كتبت عن مشكلة الشارع ومعاناة الأهالي، ولله الحمد اليوم الطريق واسع وأقفل ملف المشكلة.
حينها تذكرت أن الصديق المخرج أحمد يعقوب المقلة، دعاني قبل نحو سنتين لزيارة مجمع 109 طريق 943 في الحد، وأطلعني على معاناة الأهالي المتعلقة بفتحة أو طريق ضيق من هذا القبيل، وبعدها كتبت في هذه الزاوية عن القضية ولم أتوقع حينها أن تنمو الأحداث وتستجيب الجهات المعنية، حتى فاجأتني الأخت الكريمة وكانت المعلومة التي قالتها بمثابة البلسم الذي يشفي قلوبنا في الصحافة. كان إحساسي بحجم الإنجاز الذي قمت به من أجل الناس لا يمكن وصفه، وهذا ما ينسينا هموم الصحافة ومشقتها، فهي مهنة قامت على رسالة نبيلة لن تتحقق إلا إذا نهض بها من يؤمن بها حق الإيمان.
عندما نكتب عن أية قضية تصلنا من مواطن، نشعر أننا نقبض على جمرة لا تفلت من يدنا، نلقي بأنفسنا من ارتفاع شاهق، نقضي ليلنا كالضائع الشريد وتحيط بنا أسراب الظنون والشكوك.. هل سيقرأ المسؤول المعني أو الجهة الفلانية العمود، وكيف سيكون التصرف والموقف.. وهل سينظرون إلى المشكلة بعين الاعتبار. نعيش في قلق وتساؤل وتخمين ولا يهدأ لنا بال إلا بعد أن نستلم الرد من الجهة المعنية، سواء كان ردا ينثر الفرح والسرور على مائدتنا، أم ردا يجعلنا نغطي وجهنا بأيدينا من الخيبة.
شكرا للأخت المواطنة الفاضلة التي أثنت على دور الصحافة في نقل هموم وقضايا الشارع، فكلمة شكرا التي تقال للصحافي وكاتب العمود لها نغمة عجيبة، وتحلق بنا فوق العالم العريض، وتعبر بنا التلال العظيمة.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .