العدد 5293
الأربعاء 12 أبريل 2023
banner
الأغنية البحرينية اليوم... “لا وجه ولا روح ولا هوية”
الأربعاء 12 أبريل 2023

كانت الأغنية البحرينية في وقت ما ذات صوت مسموع في دول الخليج وحتى في المنطقة العربية، وكانت لها سمات معينة وتنطلق من تراثنا المحلي خطا ولونا، ولعبت دورا بارزا في رسم الملامح الأصيلة لفن راق له أبعاده الاجتماعية والإنسانية، لكن اليوم لم يعد لها تأثير ومدى وحيز زمني ومكاني، ولم تعد بتلك القوة الثابتة، مجرد قوس قزح يومض من بعيد، وتتثاءب بصوت عال ثم تنام. 
الأغنية البحرينية اليوم بلا وجه، وبلا روح تنبض فيها وهوية تنتمي إليها، وعندما تستمع إلى أغاني اليوم فإن رأسك يدور كما لو كنت تنظر إلى أسفل من مكان مرتفع، لهذا نحن أبناء جيل الستينات والسبعينات مازلنا نستمع إلى أغاني الرواد من أمثال: أحمد الجميري، محمد يوسف، خالد الشيخ، محمد علي عبدالله، سلمان زيمان، جعفر حبيب، وغيرهم من الذين كانوا يمتلكون عبقرية خاصة في فن الغناء والموسيقى، وتأثروا بعبدالوهاب، والسنباطي والرحبانية وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وكان عملهم في الميدان بتناسق وتناغم وتكامل.
لماذا اختلفت الأغنية البحرينية خلال السنوات الأخيرة على مستوى نمط الإنتاج والشكل والكلمة، وسادت كما يجب وصفها بأغاني تخريب الذوق العام، والزائفة والجو الملطخ بالإسفاف، بالطبع هذا الأمر لا يجيء صدفة، إنما لابد من مفاهيم خاطئة ومضللة تمارس من قبل مقلدين لا يفقهون في الذوق والوجدان، ولا يهمهم أن تكون الأغنية البحرينية معروفة ومحبوبة ومتداولة على المستوى الخليجي والعربي، إنما كل همهم صورة متحركة تثير غرائز المتلقي، وأصوات تؤدي قوالب غربية على طريقة الحياة الغربية وميل واضح إلى السخافة والإسفاف وأقصى حالات الفوضى.
نعم.. عالم الغناء قد يحكمه المنطق التجاري، لكن وفق أساليب صحيحة، وليس بهذه الصورة الهابطة التي فتحت الباب على مصراعيه لـ “شوية يهال”. يجب أن نعرف أن الأغنية أكثر أنواع الفن انتشارا وهي تشمل كل الناس، وهذا ما يضع جميع العاملين في الحقل الموسيقي أمام واجب كبير وتقديم إنجازات فنية حقيقية راقية تليق بتراثنا الموسيقي.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية