+A
A-

الخلطة السرية لنجاح الثنائي السعودي مقرن وفهد

جيل جديد من المبدعين الموهوبين برز خلال السنوات الأخيرة، متخذين من منصات التواصل الاجتماعي فضاءً واسعًا لمواهبهم المتنوعة، مستلهمين أفكارهم من الحياة اليومية التي يعيشونها، ويتفاعلون مع أحداثها وينقلونها لحظة بلحظة بأداء طريف غير مكرر.

ولم يعد فن الكوميديا حبيسًا لخشبة المسرح، فقد وجد نافذة جديدة عبر الفضاء الأزرق خاصة منصات يوتيوب وسناب شات وتيك توك، والتي برز من خلالها شباب موهوبون يجمعون بين الطرب والفكاهة والمقالب الطريفة، دون أن توقفهم أزمات إنتاجية، فكاميرا هاتف محمول كفيلة بإنجاز الأمر كما هو الحال مع الثنائي السعودي مقرن وفهد.

اسكتش ارتجالي

بداية الثنائي السعودي مقرن وفهد لم تكن مخططة، بل مجرد جلسة سمر جمعتهما رفقة بعض الأصدقاء، قاما خلالها بأداء اسكتش ساخر بطريقة ارتجالية، صوره أحد الحضور بهاتفه الجوال، ومن ثم أعاد الجميع مشاهدته لينفجروا بالضحك من المشهد الذي لم يتجاوز دقيقتين، الحوار الارتجالي، تعبيرات الوجه وحركات الجسد، مضمون الكلمات.. كلها صنعت مقطعًا طريفًا، حظي بتفاعل ملحوظ بعد نشره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون هذه نقطة الانطلاق.

الثنائي مقرن وفهد أيقنا أن فرصتهما الحقيقية لاثبات موهبتهما إنما تتحقق من الواقع الذي يعيشان فيه ويعبران عنه، لاسيما وأن مواقع التواصل الاجتماعي باتت المنصة الأكثر تفاعلا ومتابعة خاصة من جيل الشباب الذي يمثلانه.

من الأرض إلى الفضاء الأزرق

وهكذا، كان محور تجربة الثنائي مقرن وفهد هو نقل الصورة بصورة ساخرة من أرض الواقع إلى فضاء العالم الأزرق، من خلال المقاطع التي يبدعانها وينشرانها عبر سناب شات وتيك توك، وهذا كان سر نجاحهما.. إضافة إلى ذلك أسلوبهما الفكاهي البعيد عن التكلف والتصنع، والذي أزال الحواجز بينهما وبين جمهور المتابعين سواء في الفضاء الأزرق أو على أرض الواقع.

انعكاس للواقع

بخطوات واثقة يمضي الثنائي السعودي مقرن وفهد في طريقهما، متمتعان بذكاء ملحوظ في اختيار الموضوعات التي تعكس اهتمام المتابعين، وتنويع أداءهما باستمرار، فهما يجمعان بين الغناء والمحاكاة، والتجسيد الساخر للواقع، كما أنهما لا يحبسان موهبتهما في ستديو، بل يصوران المشاهد من أي مكان يتواجدان فيه، يمكن أن يكون ذلك في مطعم، أو حافلة عامة، أو جلسة سمر، أو بيت أحد الأصدقاء، أو طريق عام، لتأتي المشاهد انعكاس طريف وخفيف للواقع.