العدد 5297
الأحد 16 أبريل 2023
banner
وزارة الإسكان... أزيحي الغبار عن الطلبات القديمة
الأحد 16 أبريل 2023

في بعض الأحيان أشعر أن وزارة الإسكان تتحدث وهي مغمضة العينين، ومن واقع خيالي ومفاهيم بعيدة عن العالم الذي نعيش فيه ونشاهده أمامنا، فدائما تبين أنها تملك تسعة وتسعين بالمئة من أوراق الحل لمشكلة الطلبات القديمة، وأنها قادرة على العمل والتفكير والتصرف، ثم نكتشف بالآفاق العريضة أن هناك مواطنين تعود طلباتهم الإسكانية إلى أكثر من 19 سنة وربما أقدم، وأنهم مستوفون كل الشروط ومع ذلك لم يأت دورهم في الانتفاع بوحدة سكنية، ومكاتب النواب تحولت إلى خزانة كبيرة من الطلبات القديمة، وعلى كل نائب اختيار اللغة التي يريد أن يتعامل بها مع المسؤولين في الوزارة الذين يحتفظون بنغمة غير مفهومة.
أحد المواطنين يقول إنه سلم أوراق طلبه الإسكاني الذي يعود إلى العام 2005 إلى 3 نواب من الذين فازوا في دائرته، وكل نائب منهم يدخله في عالم من الاختبارات والاستفسارات دون فائدة. وعندما ذهب إلى أحد الموظفين في الإسكان قبل جائحة كورونا، قال له الموظف “في وحدات.. بس ما عندنا استراتيجية للتوزيع”.. هذا ما ذكره المواطن لي شخصيا!
وزارة الإسكان قبل أيام أعطت أرقاما في جلسة مجلس النواب، وتحدثت بالتفصيل عن الوحدات التي سيتم تنفيذها مستقبلا، وكأنها تغلق الدائرة على الطلبات القديمة وتركنها على أنها تحفة سيتم إزاحة الغبار عنها متى ما أراد الله، مع أن الطلبات القديمة هي الأهم ويفترض أن تضع الوزارة أنسب السبل لحلها لأنها من المشاكل المهمة التي تشغل بال الجميع بما فيهم الصحافة. 
نريد من الوزارة أن تعطينا معايير محددة ومنهجا دقيقا في التعامل مع الطلبات القديمة في مختلف المحافظات، فلا يمكن أن تتحدث الوزارة عن رحاب المستقبل وفي أدراجها طلبات قديمة لمواطنين طال بهم أمد الانتظار في الحصول على وحدة سكنية، وبعضهم شارف أبناؤه على الزواج، وفي هذه الحالة قد يحصل على بيت العمر وهو “جد وليس أبا”... يبدو أنها الحقيقة المختبئة.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .