العدد 5298
الإثنين 17 أبريل 2023
banner
مناخ الإحباط والجرح النازف يعودان إلى السودان الشقيق
الإثنين 17 أبريل 2023

الأمن ليس المعدات العسكرية، وإن كان قد يتضمنها، وليس القوة العسكرية، وإن كان قد يتضمنها، والأمن ليس النشاط العسكري التقليدي وإن كان قد يشتمله، إن الأمن هو التنمية والازدهار، وبدون التنمية والازدهار لا يمكن إيجاد الأمن، والدول التي لا تنمو لا يمكن ببساطة أن تظل آمنة.
كما نعرف أن السودان الشقيق يعد بتكوينه الاجتماعي أكثر البلاد العربية تفرقاً في ثقافته السياسية، فهو الدولة العربية الوحيدة التي تنقسم فيها الهوية الثقافية القومية قسمة عادلة بين العروبة والإفريقية، ويضاف إلى ذلك انطباق الانقسام الديني بين المسلمين وغير المسلمين على ذلك الانقسام العرقي الثقافي، هذا إلى جانب الانقسام التقليدي بين الشمال والجنوب، ولقد عانى هذا البلد الشقيق الجميل بأهله الطيبين من مشاكل عديدة كحروب أهلية وصراعات سياسية بين مختلف الأحزاب، وكلما يختفي مناخ الإحباط والجرح النازف، ويعود حصاد الحقل ويمتص السلام بعينه وقلبه وحواسه كل شيء تعود عجلة الخلافات السياسية في الدوران من جديد، ويعود القلق المخيف الجديد للمواطن السوداني الذي في نهاية المطاف هو الضحية والخاسر الأكبر في هذه الدوامة، وكما قال رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك “لا يوجد منتصر على جثث شعبه”.
لذلك نتمنى كعرب أن يتم حل الخلافات سلمياً بين الأطراف المعنية، وتجنب معارك ومواجهات سيكون المواطن السوداني الخاسر بلا محالة على جميع المستويات، فلابد من حلول وطرح مشروع ينهي الخلاف ويجنب السودان العزيز التفكك والانقسام، ولمنع وباء التدهور والمشكلات الاقتصادية التي حتماً تنطوي على آثار سلبية مرعبة لا ترحم. لن ينفع أسلوب العنف والضغط من الجانبين، بل لغة الحوار وسياسة التهدئة والتوازن، ألا تكفينا الأخطار والتهديدات والتحديات التي  تتشابك وتواجه أمتنا العربية، والخطر الرئيسي الأول هو بلوغنا مرحلة الشتات والأجزاء المنفصلة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية