+A
A-

المحامي صنقور ذكراه محفورة في الوجدان

المحامي حميد صنقور، رحل عن الدنيا في 19 ابريل من العام 1993م، ومرت ثلاثون سنة على رحيله إلا أن ذكراه مازالت محفورة في الذاكرة ومكانته مستوطنة في القلوب والبعيد قبل القريب شهد ومازال يشهد على بصماته وأفكاره وحضوره وعطائه ومواقفه النبيلة وجرأته ودماثة أخلاقه سواء في الحياة العملية أو الاجتماعية أو العائلية علاوة عن ثقافته الواسعة في شتى المجالات.
بدأ المحامي صنقور حياته العملية في وقت كانت الدراسات القانونية العليا أمرًا ليس متاحًا لكثيرين فقد كانت هذه الدراسة تحتاج رحلة وغربة وإنفاقًا باذخًا إلا أن ذلك لم يقعده عن تحقيق حلم يراود خياله إذ اختار طريقًا اقتنع به وأراده، فجمع مراجع القانون والكتب من كل مكان حتى أصبح على مدى ما يقارب الأربعين عامًا أحد المحامين البارزين في هذا الوطن وصوتا تعرفه قاعات المحاكم ويعرفه القضاة والمتقاضون لتواضعه ودماثة أخلاقه وحضوره ومثابرته التي بدأت معه شابًا ولم تفارقه حتى اعتلت روحه إلى السماء.
وقد تدرب كثير من المحامين على يده وسبق وان ذكر الأستاذ حسن رضي أنه قد حضر معه عدة مواقف تحتاج إلى الجرأة فكان لا يتردد في الدفاع عن الرأي والدفاع عن مظلوم سواء أمام المحاكم أو أمام المسؤولين الكبار في الدولة، وكان جريئًا في نقده الذي استهدف البناء وليس الهدم والجميع من المسؤولين كانوا يدركون هذا الدور ويقدرونه ويحترمونه لأنه يخدم المصلحة العامة.
وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الأسبق الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة سبق وأن قال عنه "الإنسان خلال حياته على الأرض واحد من اثنين، شخص يمضي ويطوله النسيان، وشخص يبقي في ذاكرة بلده وصحبه وأهله أثرًا طيبًا يطوف في العقل والقلب وتستدعيه الذاكرة حينًا بعد حين".
يذكر أن الفقيد سلك دربًا عظيمًا وصعبًا في نفس الوقت لأنه ليس أعظم من العدل قبسًا يرضي االله ويحفظ حقوق البشر، ولأن إقرار العدل في عالمنا المعاصر بعلاقاته الشائكة والمعقدة ومصالحه المتباينة وقوانينه المتعددة ومحاكمه وإجراءاته أصبح هدفًا يحتاج ممن يتصدى له إعدادًا وجهدًا خارقًا ودراية واسعة وبذلًا متواصلًا وهمة عالية وإصرارًا لا يلين.