+A
A-

السودان.. لا هدنة على الأرض ومقار الداخلية تحت سيطرة "الدعم"

أكد مراسل سكاي نيوز عربية في الخرطوم نقلا عن مصادر سودانية بأن قوات الدعم السريع  تسيطر بالكامل على مباني وزارة الداخلية السودانية في العاصمة الخرطوم.

 

هدنة لا أثر لها على الأرض

يأتي هذا في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في خرق واضح للهدنة التي أعلن التوصل عنها لمدة أربع وعشرين ساعة.

ولم تتوقف أصوات إطلاق النيران، ودوي الانفجارات ظل مسموعا في مناطق مختلفة من الخرطوم، خاصة حول مقر الجيش والقصر الجمهوري، اما المسؤولية عن خرق الهدنة، فأصبح كرة اتهامات يقذفها كل من الجيش وقوات الدعم السريع في ملعب الآخر.

وتبادلت الأطراف المتصارعة الاتهام بخرق وقف إطلاق النار فيما أقرت الأمم المتحدة بعدم توقف المعارك.

وأكد الجيش السوداني في بيان له ان قوات الدعم السريع لم تلتزم بالهدنة وواصلت مناوشاتها في محيط المطار والقيادة العامة. كما تحدث عن مؤشرات بتورط أطراف إقليمية ومحلية في الصراع الدائر بالبلاد.

فرغم نجاح جهود مكثفة بذلها كبار الدبلوماسيين بأربع قارات، في إعلان هدنة بأربع وعشرين ساعة، اشتعلت نيران المواجهة، واحتدم القتال بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ.

 

الدعم السريع يرد

من جانبه، وجه متحدث باسم الدعم السريع اتهامات مماثلة لقوات الجيش متهما إياها بخرق الهدوء في عدة مناطق في الخرطوم.

  • قالت قوات الرد السريع على حسابها على تويتر: "رصدنا في أولى ساعات الهدنة المعلنة هجوما متفرقا على قواتنا في بعض المناطق بالعاصمة الخرطوم في منطقتي القيادة العامة وشرق النيل. عليه نعلن للمجتمع الدولي أن القوات الانقلابية ليس لديها عهد قيادة قوات الدعم السريع."
  • ونشرت على حسابها على تويتر مقطع فيديو يظهر على ما يبدو عناصر من قوات الدعم السريع داخل مقرات القيادة العامة.
  • وفي بيان آخر لها، اتهمت قوات الدعم السريع أفرادا يتبعون لما سمتهم هيئة العمليات وكتائب الظل والحركة الإسلامية بارتداء زيها ويقومون بنهب المحال التجارية وحرق الأسواق، للتعويض عن الهزائم الكاسحة التي تجرعوها في أرض المعركة.

وفي أم درمان، تعرض أحد المباني لقصف أدى إلى اشتعال النيران في كامل المبنى. وأظهرت صورٌ تصاعد ألسنة اللهب التي أتت على المبنى الواقع في ثاني أكبر مدن السودان.

 

خروق واضحة

الخرق الواضح للهدنة أكدته أيضا منظمة الأمم المتحدة، إذ قال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك إن القتال مستمر في السودان نافيا أن يكون هناك وقف للمعارك.

وأكد دوجاريك أن المنظمة تواصل اتصالاتها مع الأطراف السودانية لوقف التصعيد، مشددا على ضرورة احترام الهدنة لإيجاد سبيل للمساعدة. وأضاف دوجاريك أن تدهور الأوضاع في السودان يعيق العمليات الإنسانية.

من ناحيتها، أكدت السفارة الأميركية في السودان أنها تواصل مراقبة الوضع في الخرطوم والمناطق المحيطة بها عن كثب حيث يستمر القتال وإطلاق النار ونشاط قوات الأمن، داعية المواطنين الأميركيين إلى البقاء في منازلهم حتى إشعار آخر.

وقالت السفارة إنه بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، لا توجد حتى اللحظة خطط لإخلاء الرعايا الأميركيين.

وأمام عدم التزام طرفي النزاع بالهدنة، يبدو أن الصراع مازال بحاجة إلى جهود دولية أكبر ومساعي مكثفة لإيجاد حلول جدية تخرج البلاد من أزمتها وتحقن دماء السودانيين.