+A
A-

الهلال الأحمر السوداني: الخرطوم أصبحت منطقة حرب

كشف المسؤول الإعلامي في الهلال الاحمر السوداني، اليوم الأربعاء، أن الخرطوم أصبحت منطقة حرب والوضع فيها ماساوي للغاية، محذراً من عواقب وخيمة إذا انهار النظام الصحي.

كما قال أسامة أبوبكر في اتصال مع "العربية/الحدث"، "ليس لدينا عدد محدد للقتلى أو الإصابات جراء الاشتباكات ".

وتابع "الطرق ليست آمنة للوصول للمستشفيات بالخرطوم"، مبيناً أن الهلال الأحمر غير قادر على تأمين سبل الخروج للمحتاجين.

ووجه نداء قائلاً "نحتاج إلى مسارات آمنة بشكل عاجل لإيصال المساعدات".

كما قال "نعاني من نقص المساعدات الطبية".

الصليب الأحمر يحذر من كارثة

في الوقت ذاته أكد الصليب الأحمر أن الوضع في الخرطوم مأساوي للغاية، محذرا من انهيار النظام الصحي.

وقالت أليونا سينينكو المتحدثة الرسمية للجنة الصليب الأحمر في إفريقيا في تصريح لـ"العربية/الحدث"، أنه إذا انهار النظام الصحي في السودان سنكون أمام كارثة، مشيراً أنه لا إحصائية دقيقة عن أعداد الوفيات جراء الاشتباكات في السودان.

كذلك طالبت بفتح مسارات إنسانية فورا في السودان، مبيناً أن عشرات الجثث ملقاة في طرقات الخرطوم منذ أيام.

وقال المسؤولة في الصليب الأحمر "الكوادر الطبية تواجه صعوبات في التحرك بالسودان".

300 قتيل

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، أعلن في وقت سابق اليوم الأربعاء، عن مقتل 300 شخص وإصابة أكثر من 2600 آخرين منذ بداية الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

إضافة إلى ذلك، توقفت العشرات من مرافق الرعاية الصحية القريبة من الاشتباكات في الخرطوم والبؤر الساخنة في أنحاء البلاد عن العمل، نتيجة للأضرار التي لحقت بها، أو تم إخلاؤها لأسباب تتعلق بالسلامة.

كما أدت الاشتباكات بين الجانبين إلى تضرر تسعة مستشفيات في الخرطوم. وفي المجمل، خرج 39 من أصل 59 مستشفى في المناطق المتضررة جراء القتال عن الخدمة أو أُجبرت على الإغلاق، وفق ما أفاد أطباء، سواء بسبب نفاد المعدات أو احتلال المقاتلين لها أو بسبب عدم تمكن أفراد الطواقم الطبية من العودة إلى تولي مهامهم.

أما مخزونات المواد الغذائية - وهي محدودة تقليديا في بلد يشهد في الأوقات العادية تضخما مرتفعًا جدًا - فهي تتلاشى، إذ لم تدخل أي شاحنة مؤن إلى العاصمة منذ السبت.

وفي بلد يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة يعاني أكثر من ثلثهم من الجوع، يقول العاملون في المجال الإنساني والدبلوماسيون إنهم لم يعودوا قادرين على أداء عملهم بعد مقتل ثلاثة موظفين في برنامج الأغذية العالمي في دارفور، غرب البلاد، فيما تندد الأمم المتحدة بنهب مخزونها ومنشآتها.

يذكر أن هذا الاقتتال الدامي بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد كان انطلق الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.

لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.

إلا أن مصادر مطلعة كانت أكدت للعربية/الحدث سابقا أن الطرفين بدآ بالتحشيد العسكري قبل أسابيع.