العلاقة بين البحرين الغالية وبين البحر علاقة خاصة جدا، لأن البحرين دولة بحرية بالكامل، والبحر لا يحيط بها فقط، بل يتخللها، لذلك له أهمية استراتيجية كبيرة في حياة البحرينيين، وفي صنع حضارتهم وتكوين ثقافتهم وتراثهم الشعبي، وحتى بناء الشخصية البحرينية له علاقة أكيدة بالبحر وركوب البحر وصيد اللؤلؤ والأسماك.
وبما أن البحر له تلك الأهمية في ماضي البحرين وحاضرها ومستقبلها، كان لابد أن يكون لدى البحرية سلاح بحري له مكانته واعتباره وقدراته الرفيعة التي تليق بمملكتنا العزيزة، فالبحر الذي يأتي بالرزق والخير يمكن أيضا أن يأتي بالخطر، وهذا ما أدركه أمير البلاد الراحل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة منذ البداية ليقوما منذ وقت مبكر بالبدء في بناء سلاح البحرية الملكي وتسليحه بأحدث الأسلحة والسفن الحربية، جنبا إلى جنب مع بناء الفرد وتدريبه طبقا لمتطلبات هذا السلاح وبما يتناسب مع التحديات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي البحريني.
وقامت البحرين منذ عام 1974 بإعداد الكوادر المؤهلة من ضباط ومهندسين وإداريين وفنيين من خلال إرسالهم للدراسة والتدريب ليكتسبوا من المهارات والعلوم ما يكفي لتلقى على عاتقهم مهمة بناء سلاح البحرية الملكي، ثم تلا ذلك تدشين السفن الحربية تباعا لكي تكتمل عملية بناء هذا السلاح المهم. وكانت البداية في عام 1979 عندما قام جلالة الملك المعظم بتدشين أول سفينة حربية بحرينية في احتفال كبير يليق بلحظة ميلاد سلاح البحرية الملكي البحريني الذي ظل ينمو تدريجيا حتى وصل إلى ما هو عليه الآن وبما يحتويه من قطع بحرية حديثة وضباط وجنود مسلحين بالعلم. وفي عام 1982 قام المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان بتدشين السفينة “حوار”، وفي 1983 قام جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة بتدشين ثلاث سفن “الجارم والجسرة وعجيرة”، وفي عام 1984 تم تدشين السفينة الصاروخية أحمد الفاتح ثم في 1997 تم تدشين الفرقاطة صبحا.
هذه مجرد أمثلة خلال عملية تطوير هذا السلاح الملكي الكبير، فهناك العديد من القطع البحرية الأخرى ذات القدرات رفيعة المستوى القادرة على حماية الأمن البحري والقومي، وقد لا يتسع المجال لنقول كل شيء عن هذا السلاح المهم وإمكانياته ورجاله المدربين. فهنيئا للبحرين بهم وهنيئا لهم بالرعاية الملكية الكبيرة. حماهم الله وحمى البحرين من كل سوء.
* كاتبة وإعلامية بحرينية