العدد 5308
الخميس 27 أبريل 2023
banner
سوق المنامة القديمة وقصة قوس اللجان المتلألئ
الخميس 27 أبريل 2023

حال سوق المنامة القديمة مثل الأمواج الهائجة التي تحطم كل شيء أمامها ولا منصت لصخبها، تأتي لجنة للتطوير تنعم بالحياة ثم ترحل، وتأتي لجنة أخرى تسمعنا أصواتا وإيقاعات عذبة وقرع طبول العمل والتطوير، وترحل هي أيضا وكأن هذه السوق التاريخية مكتوب عليها الظلام الدامس الذي يحجب عنها الرؤية.
نشرت “البلاد” قبل أيام موضوعا للزميل علي الفردان عن تجار سوق المنامة الذين يترقبون مشروع التطوير بفارغ الصبر، حيث أعربوا عن تطلعهم إلى سرعة تنفيذ مشروع تطوير السوق في مرحلته الثانية، والتي من شأنها رفع مستوى البنية التحتية والخدمات، وبين أحد التجار أن أكبر العوائق هي المواقف، فإذا تم حلها ستحسن مستوى المبيعات في السوق، إذ إن مبنى المواقف الذي تم افتتاحه سابقا أغلق، وأشار إلى أنه تلقى شخصيا 11 مخالفة مرورية بالرغم من أنه صاحب محل ويأتي للسوق يوميا، لكن لا يوجد له موقف مخصص، وقال تاجر آخر إن السوق لا تزال تعاني من تدهور المبيعات مقارنة بالسنوات الماضية وسط نقص في الخدمات المقدمة للقادمين إلى السوق”.
نحن لا نتحدث عن بناء سوق مكيفة تتيح للزوار التسوق براحة وسهولة، إنما عن تطوير السوق ومدها بالخدمات الضرورية من مواقف ودورات مياه واستراحات، لتكون خيارا جاذبا ووجهة مثالية للتسوق، فسوق المنامة القديمة تفتقد البنية المتكاملة ولا تتوافق مع تطور الحياة العصرية، حيث من الواجب أن تصبح سوقا تراثية تقليدية بتصاميمها الفنية المثيرة للإعجاب، وليس بهذه الصورة القريبة من الوادي العميق، ولا نعلم متى سيكون الفرح الخالص بتطوير السوق في مرحلته الثانية، وما دور هيئة البحرين للسياحة والمعارض في تغيير المشهد، ولماذا كل هذا الوقت في البحث عن شركة مؤهلة لتقديم مقترحات التصميم والإشراف للتطوير، فالأطر موجودة والصياغات الواضحة تنتصب أمامنا بكل أبعادها. 
سوق المنامة القديمة تواجه السقوط المستمر ولا تزال تواجه الأزمات واحدة بعد الأخرى، والتجار مازالوا ينتظرون قوس اللجان المتلألئ.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية