العدد 5312
الإثنين 01 مايو 2023
banner
خرافة كيم جونغ أون
الإثنين 01 مايو 2023

قد تكون كوريا الشمالية البلد الوحيد على الكرة الأرضية الذي يعيش سكانه الرعب والقلق والظلمة الموحشة، ويسير خلف الزعيم “كيم جونغ أون” كما يسير النمل الذي يعرف واجباته كشيء بيولوجي، فهناك المواطن عاجز عن إعطاء أي شيء، لأنه قالب جاهز في وجود عدمي وبيئة ممنوعة فيها المحبة والرحمة والعطف والبراءة والإنسانية، فكل شيء متحجر جامد، ولا مجال لتعسفات الأفكار ومحاولة تغيير العادات والقوالب والألوان الاجتماعية.
هذا البلد يعيش حالة غريبة ومرعبة وطاقة الحياة تتسرب من جوانبه شيئا بعد شيء، فتعاليم ودروس الزعيم تمثل لهم الدين والعقيدة تماما مثلما كان الوضع مع ماوتسي تونغ الذي كان يعبد بكل هدوء واطمئنان، فقد كتب أحدهم في تمجيده: “لقد أدركت الأمثولة العميقة، وهي أن فكر ماوتسي تونغ المصدر والضمانة الأساسية للنصر، فبقدر ما نستطلع من فكر الرئيس ماو، بقدر ما يرتفع قصدنا الثوري، فتكون النتيجة قفزة إلى الأمام في الإنتاج. فطالما نحن ندرس جيدا كتابات الرئيس ماو، ونعمل بموجب تعليماته، نستطيع أن نقهر كل صعوبة، نحل جميع التناقضات ونصل إلى نتائج أحسن في عملنا”.
ونقرأ أيضا في تمجيد وعبادة تونغ “أيها الرئيس ماو، كتبك هي الأكثر ثورية، وتعليماتك هي الأصح، وفكرك هو الفكر الأعظم.. مئات الملايين من العيون ترفع بصرها إليك.. نحن مستعدون لتسلق جبال من الخناجر وأن ننزل في بحور من النار من أجلك”.
البيوت في كوريا الشمالية تعلق صور “كيم جونغ أون”، وتنشد بركاته قبل المغادرة، وفي الساحات العامة ينحنون إليه جماعات، والإنترنت ممنوع، وتسريحات الشعر الغريبة ممنوعة، والسفر ممنوع، ولبس الماركات العالمية إثم كبير قد يقود المخالف إلى الإعدام، وغيرها الكثير من القوانين الديكتاتورية المريضة، التي تجعلنا نتساءل.. إلى متى ستستمر هذه الخرافة والبشرية تعيش القرن الـ 21.. الصبر يفتح الأبواب، لكن أية أبواب مع كيم جونغ أون الذي يرفض عبء التجديد.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية