الدعم الحكومي هو المساعدة المالية التي توفرها الحكومة لبعض الصناعات أو الأفراد، والتي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة، ولكن من رأيي الخاص، فيمكن للدعم الحكومي أن يكون سيفًا ذا حدين، حيث يمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية (اعتمادًا على كيفية الاستفادة منه).
يمكن أن يؤثر الدعم الحكومي بشكل إيجابي على الاقتصاد من خلال توفير المساعدة المالية للصناعات والأفراد المتعثرين، كما حدث في منتصف الجائحة، وهذا يمكن أن يساعد في خلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي، وذلك للتغلب على المرحلة الصعبة والتي يمر بها الكثير من التجار، وبعيدًا عن الجائحة فيمكن أن يساعد الدعم على تعزيز الابتكار والبحث والتطوير في بعض الصناعات، مما يمكن أن يؤدي إلى النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
ولكن يمكن أن يؤثر الدعم الحكومي بشكل سلبي على الاقتصاد من خلال خلق الاعتماد على المساعدة الحكومية فقط، وقد يجعل الصناعات التي تتلقى الدعم أقل كفاءة، حيث لا يتعين عليها المنافسة بقوة مع الصناعات الأخرى، عند علمها بوجود شبكة نجاة دائمًا، يمكن أن يؤدي الدعم الحكومي إلى خطر أخلاقي، حيث يمكن أن يشجع الشركات على الانخراط في ممارسات خطيرة أو غير مستدامة، فهي على علم بأنها ستتلقى الدعم إذا حدثت مشاكل، وخاصة إذا تكون لديها هذا الشعور بالحق المكتسب، كم منا يعرف شركات تبني نماذج تجارية وهمية فقط للاستفادة من برامج معينة يتم تقديمها بوساطة مؤسسات معينة.
من المهم أن نلاحظ أنه يجب على الشركات ألا تعتمد بشكل حصري على الدعم الحكومي كمصدر رئيسي للدخل، وهذا ما أسميه بالـ “الاقتصاد الشبحي”، حيث لا يتمتع بأساس صلب للاستدامة على المدى الطويل، ويجب على الشركات أن تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق قيمة “حقيقية” لعملائها، بدلًا من الاعتماد بشكل حصري على الدعم الحكومي، وذلك لوفرته فقط، تذكر أن الدعم يجب أن يكون مسرعًا لك وليس بشبكة دائمة لتجارتك، أما الآن أيها التاجر، اسأل نفسك، هل يمكنك العيش بدون ذلك الدعم الحكومي الجذري؟