+A
A-

"قنابل موقوتة".. لماذا تتكرر حوادث "تسرب الكلور" في العراق؟

في تكرار لحادث خطير، أعلنت مديرية الدفاع المدني العامة في العراق، الإثنين، أن فرقها سيطرت على تسرب غاز الكلور في محطة ماء حي الحسن العسكري بمحافظة ميسان جنوب شرقي البلاد، من دون تسجيل إصابات بشرية.

يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من وقوع حادثة مماثلة في محافظة بابل وسط البلاد، وتحديدا الأربعاء الماضي، على وقع تسرب غاز الكلور الخانق من اسطوانة داخل مشروع ماء الدولاب بالمحافظة، وفق الدفاع المدني العراقي.

حوادث متكررة

فتحت هذه الأحداث النقاش مجددا على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، حول أسباب تكرار حصول مثل هذه الحوادث المتعلقة بتسرب لغاز الكلور السام، في محطات المياه بمختلف المناطق.

أكبر هذه الحوادث كان التسرب الذي حدث في يوليو الماضي في محطة مياه بلدة قلعة سكر شمال مدينة الناصرية، وهي مركز محافظة ذي قار الجنوبية، ونجم عنه آنذاك اختناق أكثر من 310 أشخاص.

قنابل موقوتة

وانتقد معلقون ضعف إجراءات السلامة والوقاية في مثل هذه المحطات، وعدم وجود صيانة دورية أو تجديد لمنظومات تنقية المياه ولأسطوانات الكلور الصدئة، مما ينجم عنه تآكلها واحتمال تسرب الغاز منها.

وتجعل هذه الظروف الأسطوانات بمثابة قنابل موقوتة، بالنظر لخطورة غاز الكلور المميت عند التعرض له مباشرة وبتركيزات عالية، كما يشرح الخبير البيئي وعضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أيمن قدوري لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا:

"غاز الكلورين يستخدم غالبا في محطات تنقية المياه، ويكون بشكل مضغوط في أسطوانات".

"المواصفات العامة لغاز الكلور: لونه أصفر قريب جدا من الأخضر الباهت، ورائحته مميزة وكثافته عالية مقارنة بالهواء، تصل إلى 3.22 غرام للتر، وهو أثقل من الهواء بمقدار مرتين ونصف".

"بسبب كثافته وثقل وزنه مقارنة بالهواء، يشكل خطرا كبيرا في حال تسربه بسبب انتشاره في مناطق قريبة من سطح الأرض".

"أضرار تعرض البشر للكلورين بهيئته الغازية وبشكل مباشر كبيرة قد تصل لحد الوفاة".

"الأعراض المتتابعة الناتجة عن التعرض للغاز عن طريق الاستنشاق، تشمل ضرر وتخدش الأغشية المخاطية، وسيلان الأنف بصورة كبيرة".

"بعدها تبدأ مرحلة التأثير على الرئة، وأبرز مظاهرها السعال وضيق التنفس وتخدش الحبال الصوتية مسببة خشونة الصوت، وقد تتطور الحالة لظهور أعراض الغثيان والقيء".

"قد تستفحل مضاعفات الإضرار بالرئة بعد أقل من 20 ساعة من التعرض للكلورين، لتصل إلى درجة حدوث التهابات رئوية وأضرار قلبية قد تسبب الوفاة".

"الضرر القلبي يكون في مثل هذه الحالات ناتجا عن نقص حاد في الأوكسجين، بسبب تشبع الرئة بالكلورين".

"يعتمد حجم الضرر الناتج عن التعرض للكلورين على نسبة تركيزه، فكلما تركيزه عاليا كانت أضراره أكبر".

استعمالات أخرى

ويقول قدوري إن "هناك استعمالات أخرى محرمة دوليا لغاز الكلورين، من بينها إدخاله في صناعة قنابل تفريق الحشود (القنابل المسيلة للدموع)"، و"في هذه الحالة يؤثر الغاز على العين مسببا تهيجها وحرقتها ويمكن أن تصل الآثار لحد التسبب بالتهاب قرنية العين، في حال كان التركيز عاليا".

أما إذا كان التعرض عن طريق لمس الغاز المتسرب من اسطوانات الضغط، فيسبب تجمد الجزء الملامس للغاز، وقد يؤدي لتلف الأوعية الدموية وأعصاب هذا الجزء.