+A
A-

انتخابات تركيا الرئاسية.. "معركة شاقة" على هؤلاء الناخبين

بالنسبة لكثيرين من ناخبي جنوب تركيا، ستكون المشاركة والإدلاء بالأصوات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة، الأحد، أشبه بمعركة شاقة.

تنظم الانتخابات بعد 3 أشهر فحسب من وقوع زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر- الزلزال الأكثر عنفا من حيث حصيلة الضحايا في تاريخ البلاد الحديث- الذي ضرب المنطقة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص، وشرد الملايين ممن أصبحوا يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة - بما في ذلك الخيام.

بحسب مسؤولين، فإن من بين 3 ملايين شخص غادروا المنطقة التي ضربها الزلزال، سجل 133 ألف شخص لا أكثر أسمائهم للمشاركة في الاقتراع من مواقع إقامتهم الجديدة.

تعتزم الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية نقل الناخبين على متن حافلات إلى مسقط رأسهم كي يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم، في مهمة لن تكون يسيرة.

قال أكين بارلاكيلديز، وهو مسؤول بحزب معارض محلي في مدينة أنطاكية، عاصمة ولاية هطاي الأكثر تضررا: "كيف سننقل 100 ألف أو 150 ألفا إلى هذه المدينة في يوم واحد؟ كيف سيتسنى نقل هؤلاء الأشخاص عبر طرق ضيقة غير ممهدة؟ أين سيأكلون ويشربون ويقيمون لدى مجيئهم إلى هنا؟ (أحادثكم) بصراحة، كل تلك القضايا تخيفنا الآن".

أضاف بارلاكيلديز أن من بقوا من السكان في أنطاكية سيدلون بأصواتهم في المدارس التي تحولت إلى مراكز اقتراع في الأحياء المهجورة.

أيدن مرسين (53 عاما) يقول إن خيمته على بعد 5 دقائق من أحد مراكز الاقتراع، لكن يتعين عليه أن يدلي بصوته في مدرسة في أنطاكية تبعد ساعة سيرا على الأقدام، وأردف "(لكن) سنشارك في التصويت بكل سرور بإذن الله ونأمل الأفضل، أسرتي بأكملها وكل أقاربنا، سيصوتون".

ويواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثم رئاسة تركيا منذ عام 2003، أصعب مسعى انتخابي في تاريخه السياسي، فالمعارضة تعتمد في حملتها على عدد من القضايا المحلية مثل التضخم المتفشي وقيادة أردوغان التي تزداد استبدادا، إضافة إلى الحقوق المدنية.

حكومته أيضا متهمة بالتسبب في سقوط هذا العدد الضخم من ضحيا الزلزال والأضرار الكارثية الناجمة عنه، بتطبيقها المتراخي لمعايير البناء.

كان كثيرون في المناطق التي ضربها الزلزال قالوا إن الاستجابة للكارثة كانت بطيئة للغاية.

ركز أردوغان حملة إعادة انتخابه على إعادة بناء منطقة الزلزال، وكان قد تعهد ببناء 319 ألف منزل خلال العام وسعى لإقناع الناخبين بأنه وحده هو القادر على قيادة البلاد لتحقيق تعاف ناجح.

يقول علي آقدنيز (47 عاما) أحد الناجين من الزلزال: "عندما أصوت، سأستمع أولا إلى (صوت) ضميري.. سأفكر أولا في كيف نسونا أثناء الزلزال، كيف تجمدنا (من البرد)، وكيف لم يكن لدينا ما نأكله أو نشربه".