العدد 5328
الأربعاء 17 مايو 2023
banner
صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء وهيبة التعليم
الأربعاء 17 مايو 2023

قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه نموذجًا للفلسفة والرؤية التي يجب أن تكون عليها وتسير وفقًا لها عملية التغيير والتطوير في دولنا العربية والإسلامية، ليس في مجال التعليم فقط، بل في جميع مجالات التنمية، لاسيما في ظل ما نعيشه من لبس في المفاهيم والقيم، وانفتاح واختلاط بين الثقافات وفي ظل انبهار من قبل البعض بالآخر بكل ما فيه حتى لو كان غير متوافق مع ديننا وتقاليدنا وقيمنا وأخلاقياتنا وغير محقق لمصالحنا، وبعد أن بات التجديد عند هؤلاء مجرد تقليد للآخر.
فأمر سموه الحكيم بالوقف الفوري لأية تغييرات طالت المناهج التعليمية غير المتوافقة مع قيمنا الوطنية في حماية الدين وذلك التزامًا بنهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في حماية ديننا الإسلامي وعقيدته السمحاء، والذي كان بردًا وسلامًا على جميع فئات المجتمع، سيظل محفورًا في تاريخ ومسيرة التعليم، حيث وضع الركيزة الثابتة والمرجع القويم لأي تجديد وتغيير في التعليم، وهو القاطرة الأساسية في المضي بالتنمية الشاملة لأية دولة، فضلًا عن دوره في صياغة عقول الحاضر والمستقبل، فإذا لم تكن هذه الصياغة سليمة فكيف نأتي بعقول واعية بقيمها وثقافتها وتقاليدها ومسؤولة عن مجتمعاتها ودولها وقادرة على الأخذ بها في شتى دروب التقدم.
في دول أخرى قد يستغرق صدور مثل هذا الأمر شهورًا وسنوات من الجدال والمماحكات والصراعات بين أطراف عدة، كل يريد أن ينتصر لرأيه، إلا أن إدراك سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله أهمية وخطورة القضية وأبعادها وضوابطها أدى لهذا الحسم السريع والمتكامل لها وبالشكل الذي أدخل السعادة والطمأنينة على الجميع. لقد وضع سموه منهاجًا محددًا بأسس واضحة لأية عملية تغيير مقبلة بأي مجال يقوم على أهمية احترام والاستماع لرأي المواطن، كونه المعني بالأساس والهدف من التغيير، وكذلك للمتخصصين والمعنيين القادرين على سبر أغوار القضية وتقديم أطروحات ومرئيات جادة وهادفة، ثم لأعضاء السلطة التشريعية باعتبارهم أيضًا صوتًا للشعب ومدافعًا عن مصالحه ومعبرًا عن قضاياه ليأتي التغيير والتطوير منسجمًا مع طبيعة المجتمع وملبيًا لطموحات وتطلعات أبنائه وقادرًا على الاستمرار بكل يسر وسهولة دون إثارة التوترات والانقسامات.
كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .