قد تبدو تعقيدات الاقتصادات الوطنية بعيدة كل البعد عن عالم الكمبيوتر. ومع ذلك، فإنهما يشتركان في مبدأ أساسي: إدارة الموارد. والأهم من ذلك، يمكن للأنظمة الاقتصادية أن تستفيد من دروس قيمة من عالم أنظمة التشغيل للكمبيوتر، فلربما يكون الاقتصاد أكثر مرونة عند الاستفادة من بعض مهارات الكمبيوتر.
 يعمل نظام التشغيل كـ”منظّم” رئيسي داخل الكمبيوتر، يدير ببراعة الموارد مثل القوة العاملة، الذاكرة، والتخزين. من خلال تطبيق هذا المفهوم على النظام الاقتصادي، يمكننا رؤية التشابهات في توزيع الموارد مثل العمالة، ورأس المال، والكثير. ولكن ما هو الهدف النهائي؟ اقتصاد “برمجي” بعناية يحسن من استخدام الموارد بشكل جيد.
 تتألق أنظمة التشغيل في قدرتها على التكيف مع الطلبات الديناميكية، وإعادة توزيع الموارد حسب الحاجة. إذا كانت البرامج تتطلّب المزيد من الذاكرة، فإن نظام التشغيل يتوافق بعناية مع تلك التغيرات والمواكبة. يمكن أن يكون النظام الاقتصادي الذي تم بناؤه بمبادئ مماثلة قادرًا على التكيف ديناميكيًّا مع متطلبات المجتمع، وتحويل الموارد لتلبية الاحتياجات كما تظهر. ميزة أخرى حاسمة لنظام التشغيل هي التكرار المدمج فيه – فوجود آلية آمنة تحافظ على تشغيل النظام على الرغم من فشل المكونات هو شيء أساسي لدى “دستور” نظام التشغيل. يمكن أن تتبنى الاقتصادات هذه الاستراتيجية، وتنفيذ ضمانات لمنع الانهيار الكامل في مواجهة نقاط الفشل المفردة.
الحاسب هو أقرب ما يمكن أن يحاكي الواقع البشري، فلماذا لا نستغل تلك الحيل الرقمية لوضع بشري أفضل؟.