+A
A-

عرض في افتتاح مهرجان كان السينمائي (جان دي باري)..  بلا حصاد ومعنى!

فيلم جان دي باري الذي عرض في افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السادسة والسبعين جاء مخيبا للآمال رغم ضخامة الانتاج والدعم المادي واللوجستي الذي حظي به، حيث سخرت له كافة الامكانيات ونهاية ذلك الدعم اختياره ليكون في افتتاح اهم المهرجانات السينمائية الدولية، ونتذكر هنا مسرحية الاديب والشاعر الانجليزي وليم شكسبير والتي حملت عنوان ضجة بلا فائدة وهكذا كانت الامور في الفيلم الفرنسي الذي اخرجته الفرنسية الجزائرية الاصل ماوين، وبطولة النجم الاميركي جوني ديب.
الفيلم يرصد جانب من حياة الملك لويس الخامس عشر وعلاقته مع المحظية جان دي باري التي جاءت من بيت متواضع وعاشت حياة المواخير لتمنحها الصدفة اللقاء بالملك لويس الخامس عشر الذي أعجب بها ودعاها لتعيش في قصر فرساي الى جوار بناته وابنه ولي العهد لويس السادس عشر .
تلك العلاقة التي شكلت فضيحة في حياة ذلك الملك الذي حقق الكثير من الانجازات، ولكن الهمس واللمز حول تلك العلاقة لم ينتهي سواء في القصر او الكنيسة او حتى الحياة الباريسية العامة.
ونلاحظ مجموعة من التأثيرات في اسلوب المخرجة والممثلة ماوين عبر تجارب سابقة للمخرجة صوفيا كابولا والذي حمل عنوان ماري انطوانيت ولكن تلك التأثيرات جاءت مخيبة رغم ضخامة الانتاج على جميع المستويات ولعل ابروها الديكورات التي ارتكزت على قصر فرساي وازياء تلك المرحلة التاريخية الهامة من تاريخ فرنسا والعالم .
في ذلك الفيلم ونعني ماري انطوانيت ظهر شخصية مدام دو باري التي جسدتها في ذلك الوقت الايطالية اسيا ارجنتو لذا قررت بعدها التخطيط لتقديم تلك الشخصية والتعريف بها . او انصافها بعض الشيء، ولكن كل ذلك لم يتحقق رغم كل التحضيرات التي اشتغلت عليها والنصوص التي قراتها، ولكن تلك النصوص والكتب تحولت الى مشاهد شبة معزوله عن بعضها الاخر مما ساهم في تفكيك السيناريو وخلل صريح بناء الاحداث وتطور الشخصيات .
اشتغلت ماوين على المشروع بداية عام 2016 حيث انطلقت بكتابة السيناريو تيدي لوسي مودست ونيكولا لافيشي ومشاركة عدة قطاعات انتاجية لدعم العمل ومن بينها ( واي نت برودكشن) وبالإضافة الى مهرجان البحر الاحمر – السعودية ضمن ميزانية اقتربت من 21 مليون دولار .
هنالك كم لا ينتهي من الملاحظات اعتبارا من الاختيارات السلبية لعدد من الشخصيات ومن أبرزها شخصية الملك لويس الخامس عشر التي جسدها الاميركي جوني ديب الذي مثل بالفرنسية ولم يعيش الشخصية وتطورها . وهكذا الامر بالنسبة لدور جان دي باري التى قدمتها مخرجة الفيلم ماوين .
تمضي رحلة تلك الشخصية اعتبارا من طفولتها حيث كانت تعمل امها طباخة في إحدى القري الفرنسية وصولا للعمل عند أحد الاثرياء الى اهتم بالطفلة جان وعمل علي تثقيفها، ولكن غيره زوجته دعت الثري لان يطرد جان ووالدتها لتبدأ رحلة البحث عن العمل والذات مرورا بكم من المحطات التي اوصلتها للعمل في المواخير وهنا تلتقي مع المسيو دو باري الي يتزوجها وصولا الى اليوم الذي تلتقي بالملك لويس الخامس عشر الذي يعجب بها ويدعوها لان تكون محضيته بعد ان أحبها من اول نظرة كما تقول كل الكتب، ولكن الفيلم يذهب الى موضوع محوري هو انها المرأة الاولى التي تعاملت مع لويس الخامس عشر كرجل وليس  لفرنسا، ولكن ذلك الجانب لم يصل الى المشاهد لأنه انشغل بحكايات هامشية كثيرة لم تحقق معطيات الاضافة لذا ظلت جملة أحدث ومشاهد الفيلم بلا هدف وبلا بعد او قيمة فنية او ابداعية!
ونشير هنا الى ماوين حققت خلال مشوارها مجموعة افلام أبرزها فيلم بوليس 2011 وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، وفي عام 2015 قدمت فيلم ملكي وعنه فازت الممثلة ايمانويل بيركوت بجائزة أفضل ممثلة، وتعود ماوين مجددا الى كان ولكن خارج المسابقة الرسمية
فيلم بلا حصاد، ولربما بلا فائدة،  تخرج منه ليذهب الى النسيان رغم كل النجوم والاحداث والعرض في افتتاح اهم مهرجان سينمائي دولي، ولكن بلا هدف او كلمة يخلص اليها العمل الفرنسي السعودي المشترك!