العدد 5330
الجمعة 19 مايو 2023
banner
البنوك وتقنية "البايو متريك"
الجمعة 19 مايو 2023

تحتاج البنوك لأقصى درجات الأمان والأمن في أعمالها، وخاصة في مجال الصيرفة الإلكترونية الحديثة نسبيا في هذا القطاع القديم المتجدد. وفي هذا الخصوص، لا تتردد البنوك في بذل الغالي والنفيس من أجل توفير الاطمئنان لكافة الزبائن وكسب ودهم وثقتهم في ظل المنافسة القوية المحتدمة بكل أنواع الأسلحة التقنية الحديثة. وفي خضم تطوير الأعمال المصرفية بما يرضي طموح المتعاملين، وفي سبيل تطوير الاستعداد لمعارك البنوك في مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والإجرام الإلكتروني، فإن البنوك تستخدم كل الوسائل اليدوية والتقليدية أو التقنية لتطبيق سياسة "اعرف عميلك" و "اعرف عميل عميلك" وهكذا، والتي ساعدت في لجم هذه الجرائم الخبيثة.

مع تطور الوسائل التقنية للفحص والتحليل والمصادقة والتوثيق، ولتحقيق المزيد من الأمان، يتم استخدام وسائل التقنية في تطبيق نظام ”اعرف عميلك الالكتروني". ويتم الآن استخدام تقنية "البايو متريك" أو تقنية "القياسات الحيوية" المتمثلة في القياس والتحليل الإحصائي للخصائص الفيزيائية والسلوكية الفريدة للناس. ويتم استخدام هذه التقنية في مجال تحديد الهوية، كما في تطبيق نظام "اعرف عميلك"، والتحكم في الوصول أو لتحديد الأفراد الذين يخضعون للمراقبة "القضائية" مثلا. 

وعبر التقنية، يمكن تحديد كل شخص بدقة من خلال سماته الجسدية أو الخصائص السلوكية الذاتية. وهذه التقنية، يمكن استخدامها في المعاملات المصرفية، مثل استخدام بطاقة الصرف الآلي أو استخدام بطاقات ووسائل الدفع والسداد عن بُعد أو التأكد من معرفة شخصية الزبون أو غيره لكشف المجرمين ومنتحلي الشخصية. 

هذه التقنية الحديثة يتم استخدامها للتعرف على وجه الشخص، بصمات الأصابع، هندسة الأصابع كالحجم والموضع، التعرف على القزحية، التعرف على الأوردة، مسح شبكية العين، القرنية، التعرف على الصوت ومطابقة الحمض النووي. ويتم استخدامها لتشمل التعرف على المميزات السلوكية والطرق الفريدة التي يتصرف بها الفرد مثل التعرف على أنماط الكتابة وخط اليد، طريقة المشي وغيرها. وبعد التأكد من هذه الصفات والمميزات التي حددها الفنيون المختصون، يتم التوثيق والمصادقة الإلكترونية الحديثة "بايو متريك". والأهمية تكمن في أن كل هذا النشاط يتم إلكترونيا ومن دون تدخل يدوي مباشر، أي إحلال الآلة التقنية مكان البشر. 

استخدام المصادقة التقنية عبر التحقق من الهوية الحيوية للفرد، خاصة في الأمور السرية، أصبح من الأمور الشائعة ويتم استخدامها بازدياد مضطرد في أنظمة الشركات، البنوك، الأمن العام، الإلكترونيات الاستهلاكية، تطبيقات نقاط البيع، المطارات الدولية. وبالإضافة للأمان التام، فإن التحقق من الهوية "الحيوية" يعتبر ملائما وقويا وعمليا، حيث يتم التحقق مباشرة ولا توجد الحاجة لإدخال كلمات المرور (باص وورد) أو الحاجة لحمل الرموز الأمنية لأجل تذكرها. بل، ويمكن لبعض أساليب "البايو متريك" مثل المستخدمة في أسلوب قياس مشي الشخص، أن تعمل دون أي اتصال مباشر مع الشخص الذي يجري متابعته. 

وللعلم فإن العمل عبر هذه التقنية، يتم عبر مراحل متعددة وكل مرحلة لها دور محدد تقوم به ثم المرحلة اللاحقة، وكل هذه المراحل يجب أن تتم بسلاسة وبسلامة وأمان تقني. وهذا يحتاج لتوفير الأجهزة والمعدات الفائقة التطور، ثم تدريب المختصين للعمل فيها وتنفيذ المهام بصورة آمنة وسليمة وفق البرامج الفنية المعدة. أيضا، هناك حاجة ماسة لإعداد اللوائح والضوابط المصرفية والتقنية لتقنين هذه الأعمال واتمامها في كل المراحل وفق اللوائح والضوابط القانونية. مع الحرص على متابعة كل التطورات المستجدة في هذا المجال التقني الحيوي وتنظيمها وتقنينها، وإلا توقف قطار التقدم عندنا في حين أنه يسير في الاتجاهات الأخرى دون توقف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .