في الآونة الأخيرة وكما يبدو ازداد هروب عاملات المنازل وذلك “على أدنات الدون”، وأصبح وأمسى المواطن يعاني من تلك الحالات الاستثنائية المفتعلة التي بوجودها في المجتمع المحلي أحدثت الكثير من المشاكل والمعاناة “والهم والغم والمحاتات” للكفيل البحريني وأفراد أسرته وما سيترتب عليه من إجراءات.

على الرغم من التدابير والإجراءات الحكومية التي تبذل في هذا الشأن ومحاولة وقفها أو الحد من انتشارها، إلا أنه كما يقول المثل “الشق أوسع من الرقعة”، أمامنا قصص مزعجة يسمع عنها الجميع، باتت تهدد استقرار الكثير من الأسر البحرينية التي تواجه مثل تلك الإشكالية القديمة الجديدة، وآن الأوان لسن تشريعات جديدة تنظم وتنصف وتحفظ حقوق الجميع على حد سواء، فمن غير المقبول السكوت على ما يجري وغض النظر عنه وتركه “جذيه هدد”، فوجود العاملات في الكثير من منازل المواطنين أصبح مثل القنابل الموقوتة التي لا أحد يعلم متى ستنفجر، ففي السابق كان هروب العاملة محدودا ومقتصرا على مواسم معينة مثل قبل حلول شهر رمضان المبارك، وذلك يعود للشغل المتواصل خلال أيامه ولياليه من طبخ وغسيل وتنظيف “وملايم لماعين في المطبخ” وغيرها من أعمال المنزل، أو لكيفية التعامل مع العاملة من قبل القليل من أفراد الأسرة التي تقيم بينها وتعمل معها، ما يؤدي إلى هروب العاملة، حاليا صار هروب العاملة من المنزل من الممكن حصوله في أية لحظة، خصوصا من قبل جنسيات معينة ومعروفة عند الناس، “ما توتعي إلا شالت شلايلها وهيّت، وبعدين تعال فجج من هالبلوة، عقب ما راحت أفلوسك مفت وآه من بطني وآه من ظهري”.

في تصوري إن هروب العاملة المنزلية يعود إلى عدة أمور ينبغي الانتباه لها ووضعها في الحسبان، ويأتي في مقدمتها الخيال الواسع والحلم الجميل الذي يراود مخيلة العاملة البسيطة وتريد تحقيقه بأية طريقة، خصوصا إذا كانت محدودة الثقافة وغير متعلمة وتربت وسط بيئة فقيرة تفتقد أبسط مقومات الحياة، وبهذا يصعب عليها التكيف والفهم والاستمرارية وسط أفراد الأسرة البحرينية، مع ذلك هي غير مدركة قوانين الإقامة وعادات وسنع أهل البحرين. وعساكم عالقوة.