قبل أيام كنت حاضراً في مجلس النائب السابق الشيخ جاسم بن أحمد السعيدي في الرفاع الشرقي، كعادتي المستمرة في وصل كل من يخدم البحرين، ويصل الناس، ولا يقطعهم.

والشاهد الآن، ونحن في سياق الفصل التشريعي السادس من عمر البرلمان البحريني، والذي تواكب انطلاقه مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، فإننا شهدنا مشاركة مئتين وأربعين نائباً، بمعدل أربعين نائباً عن كل فصل تشريعي.

المهم هنا هو تساؤل سبق وأن طرحته بمقالات سابقة، عن أسباب انقطاع الكثير من النواب عن المواطنين وعن أهالي دوائرهم فور خروجهم من المجلس التشريعي، وكأن خدمة الناس مرتبطة بأن يحملوا صفة النائب. هذه الحالة الغريبة والدخيلة على المجتمع البحريني، لم تقتصر على النواب ذوي الحال المتوسط اقتصادياً أو البسيط، بل طالت - كما هو شاهد - المقتدرين منهم، من تجار وأثرياء، واقتصاديين، وأصحاب أراض وعقارات ومجالس، فلماذا؟ وأين هو حماسهم السابق الذي كان يصدح بالليل والنهار؟

الشيخ جاسم السعيدي حفظه الله، والذي كان نائباً مخضرماً لثلاثة فصول تشريعية متتالية، وتخطى الآن من العمر الستين، يقدم قصة مخالفة لهذا المشهد الكئيب، بحالة نطالب أن تكون ظاهرة، وليست فردية لهذا وذاك، فمجلس السعيدي مفتوح، وهاتفه أيضاً، وقلبه، والرجل لم يقطع الناس يوما واحدا، بل على العكس، يستقبلهم ويؤازرهم، ويساعدهم على فعل الخير قدر ما يستطيع، ويذكرهم دوماً بواجباتهم الشرعية والأخلاقية والوطنية، من منطلق الأب والأخ الناصح لهم، كما أنه لا يزال وبشكل يومي يقدم الدروس القرآنية، ويؤم الناس في المسجد، ويوظف حساباته في التواصل الاجتماعي للدعوة، والإرشاد، والمناصحة، وتذكير الناس بأوقات الصلوات، وواجباتهم، ويؤكد برسائل صوتية قصيرة أهمية الدعاء، كما أنه مستمر بتكريم الرجال الوطنيين، وأهل فعل الخير، ومن يخدم المواطنين، بمجلس عامر بأهله، أولاده هم من يستقبلون الناس، ويؤدون واجب الكرم والضيافة لهم، حتى لحظة مغادرتهم له.

ما أراه من الشيخ الضرغام جاسم السعيدي، هو ما يفترض أن يكون من قبل كل نائب حالي أو متقاعد، بل ومن قبل كل مقتدر وصاحب إمكانيات مالية، يمكن لها أن تمكنه من خدمة البحرين، وأهلها الكرام، فشكراً للسعيدي، وشكراً لكل من يسير على هذا النهج القويم تكريساً للخير، ووفاء بالعهود مع الناس، ودمتم بخير.

كاتب بحريني