+A
A-

مركز كانو الثقافي يحتفي برائد الصحافة إبراهيم حسن كمال

ضمن الفصل الثقافي الجديد لمركز عبدالرحمن كانو الثقافي أقيمت قبل أيام ندوة بعنوان "إبراهيم حسن كمال ودوره في صحافة البحرين" شارك فيها كل من الدكتور راشد نجم، والأستاذ تقي البحارنة، والأستاذ غسان الشهابي والأستاذ حسن إبراهيم كمال وأدارها الشاعر علي عبدالله خليفة.


في مستهل الندوة أكد الشاعر علي عبدالله خليفة أن الراحل إبراهيم حسن كمال كان إحدى الشخصيات الوطنية في المجال الثقافي والاجتماعي والتجاري لسنوات طويلة، وإنه لمن الضرورة استلهام دروس الماضي باستذكار شخصيات تركت أثرًا بليغًا في المجتمع.
بعدها، استعرض الشاعر تقي البحارنة علاقته مع الراحل إبراهيم حسن كمال والتي تعود إلى العام 1944 وعرّج على فكرة تأسيس اتحاد لكل الأندية الرياضية وهذه الفكرة التي تحمّس إليها الراحل، وفي العام 1957 تم تأسيس اتحاد الأندية الوطنية من 5 أندية هي نادي العروبة والنادي الأهلي ونادي الطلبة الخريجين بالمحرق، ونادي النهضة بالحد، وكان لهذا الاتحاد خدمات جليلة في سبيل الوطن والأمة العربية، لافتًا إلى أن الراحل كان أول رئيس لاتحاد الأندية الوطنية واستطاع اكتساب محبة المواطنين، فقد كان بمثابة الدينمو للاتحاد. بعدها تطرّق البحارنة في حديثه إلى تأسيس مجلة صوت البحرين عام 1949 وكان الراحل رئيس تحريرها وكان له الفضل أيضًا في تأسيس أول جمعية خيرية في البحرين لها أنشطة داخل البحرين وخارجها.

أما ‬غسان‭ ‬الشهابي‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافية فقال إن ‬الراحل‭ ‬كان‭ ‬يستخدم‭ ‬الألفاظ‭ ‬القاموسية‭ ‬ولغة‭ ‬المثقفين‭ ‬بعيدًا‭ ‬عما‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬الكتابة‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬الصحافة،‭ ‬وكانت‭ ‬مجلة‭ ‬صوت‭ ‬البحرين‭ ‬أدبية‭ ‬اجتماعية‭ ‬ثم‭ ‬باتت‭ ‬مجلة‭ ‬أدبية‭ ‬اجتماعية‭ ‬سياسية‭ ‬فيما‭ ‬بعد، وبالرغم من تدخل الرقيب في عمل المجلة، إلا أنها تعاملت مع ذلك بوضوح، وذكر الشهابي في سياق حديثه أيضًا أن الراحل
‬كان‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬زاوية ‬‮ «‬وخزات‭ ‬عاقل»‬‭ ‬و«من‭ ‬مذكرتي‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬افتتاحيات‭ ‬المجلة‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيسها،‭ ‬وكان‭ ‬يناقش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬الجوانب‭ ‬المجتمعية‭ ‬والاقتصادية.
أما راشد نجم رئيس أسرة الأدباء والكتاب فقد وصف الراحل إبراهيم حسن كمال بصاحب الكاريزما الخاصة، وأن حبه للصحافة الأدبية والثقافية جعله لا يتوقّف بعد تجربة صوت البحرين، وانتقل إلى إنشاء مجلة "المجتمع الجديد" ذات‭ ‬البعد‭ ‬الثقافي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الرياضي، كما أنه عمل 36 عامًا سكرتيرًا خاصًّا ‭‬للشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مدير‭ ‬دائرة‭ ‬المعارف،‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬عضوية‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬وأسس‭ ‬محلات‭ ‬العلم‭ ‬الأخضر‭.‬


واختتم الحديث بعد ذلك ابنه حسن إبراهيم كمال مقدمًا الشكر والامتنان باسمه ونيابة عن عائلة الحاج إبراهيم حسن كمال طيب الله ثراه، لمركز كانو الثقافي على هذه المبادرة لتكريم والده، وغيرها من الفعاليات الثقافية المهمة. لافتا إلى إن شهادته في والده رحمه الله قد تكون مجروحة، ولكنه لا يمكنه أن ينسى أن لوالده ‬نشاطًا‭ ‬ثقافيًّا‭ ‬وأدبيًّا‭ ‬وتجاريًّا‭ ‬واجتماعيًّا‭ ‬وخيريًّا،‭ ‬حيث‭ ‬ترأس‭ ‬نادي‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافي‭ ‬لدورات‭ ‬عديدة،‭ ‬كما‭ ‬برز‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬وعيًا‭ ‬منه‭ ‬بأهميتها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬أسوة‭ ‬بالنهضة‭ ‬العربية‭ ‬الشاملة‭ ‬والإعلامية‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬وستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي، وقد استطاع بفضل عزيمته ووطنيته الصادقة المشاركة ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬مجلة‭ ‬صوت‭ ‬البحرين،‭ ‬وكان‭ ‬مديرًا‭ ‬مسؤولا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1950‭ ‬إلى‭ ‬ 1954‭ ‬، بعد أن اجتمع زمرة من الشباب البحريني المحب لهذا الوطن والمهتمون بالثقافة والأدب يجمعهم حلم جميل طموح يتمثل في إصدار مجلة قادرة على استيعاب طموحات الشباب العربي والبحريني بالذات، وشباب الأمة العربية قاطبة، فقد تعامل‭ ‬مع‭ ‬ثلة‭ ‬من الكتاب والإعلاميين البارزين من الرعيل الأول، من ‬أمثال‭ ‬محمود‭ ‬المردي‭ ‬وحسن‭ ‬الجشي‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬الباكر‭ ‬وعبدالعزيز‭ ‬سعد‭ ‬الشملان‭ ‬وعلي‭ ‬التاجر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬شاعر‭ ‬البحرين‭ ‬الراحل‭ ‬إبراهيم‭ ‬العريض‭ ‬وعلي‭ ‬سيار‭ ‬ومحمد‭ ‬دويغر‭ ‬ومحمد‭ ‬عبدالله‭ ‬المنصوري‭ ‬والشاعر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المعاودة‭ ‬وحسن‭ ‬علي‭ ‬المدني‭ ‬ويوسف‭ ‬أحمد‭ ‬الشيراوي‭ ‬وعيسى‭ ‬الحادي‭ ‬وقاسم‭ ‬أحمد‭ ‬فخرو‭ ‬وأحمد‭ ‬سلمان‭ ‬كمال‭ ‬وعبدالله‭ ‬الطائي‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬محمد‭ ‬البحارنة‭.‬


واختتم ‬أن‭ ‬تكريم‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬للرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الوطن‭ ‬والمؤسسين‭ ‬الأوائل‭ ‬للعمل‭ ‬الوطني‭ ‬الثقافي‭ ‬والأدبي‭ ‬والإعلامي‭ ‬لهو‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ريادة‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬للعمل‭ ‬الثقافي.