+A
A-

فخرو: الغرب لا يريد للسودان الاستقرار.. وهدفهم نهب الذهب واليورانيوم

نظم نادي الخريجين مساء أمس الأول ندوة سياسية بعنوان “دروس وطنية وقومية في المشهد السوداني”، قدم ورقتها المفكر والباحث العربي والوزير الأسبق علي فخرو، وبحضور جمع غفير من الساسة والأكاديميين والمثقفين ورجال الإعلام.


وقال فخرو بسياق كلمته إن “موضوع السودان مؤلم إلى أبعد الحدود، اعتقدنا مؤخرًا أن هذه الأمة اكتفت بما فيه الكفاية، من حدوث كوارث ومآسٍ عبر الكثير من أقطارها في الوطن العربي، وقلنا إن الدروس قد أخذت، وإن هذه الأمة قد تعلمت منها، وإذا بنا نفاجأ بما يحدث في السودان الشقيق الحبيب، الذي نحبه ونحب شعبه، ونحب ابتساماته، وعروبته، والتصاقه بهويته”.


واستدرك بالقول “ومع ذلك، فلا حاجة للبكاء؛ لأنني شخصيًا واثق بأن الشعب السوداني سيخرج من هذه المحنة، كما خرج من المحن الكثيرة في الماضية، وأشير إلى أن هنالك مفارقات في المشهد السوداني، قد لا نجدها في المشاهد العربية الأخرى”.


وأوضح أن السودان منذ 1936 كان جزءا من وحدة وادي النيل آنذاك، تحت التاج المصري، وإبان هذه الأحداث، فالحديث اليوم يتناول سيناريوهات تتعلق بتقسيم السودان إلى مناطق أربع أو خمس. المفارقة أن السودان هو أغنى بلد عربي بالإطلاق، ولكن شعبه - في المقابل - فقير وهي مفارقة مرعبة ومزعجة في الواقع، ومن المفارقات المثيرة للأعصاب والتساؤلات، حيث إن لديه 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، فقط 64 مليون فدان مستعملة والباقية لا، وكان الحديث طوال حياتنا وما قبلها، بأن هذا السودان هو الذي سيكون مصدر الغذاء والماء للأمة العربية.

وزاد الوزير الأسبق أن “السودان به 420 ألف طن إجمالي إنتاجه من الأسماك سنويًا، ولديه احتياطات من الفضة، الذهب، واليورانيوم، ومواد أخرى، وهي أحد أسباب التكالب عليه، ومحاولة إخضاعه لهذه الجهة أو تلك، وتدخلها في أموره؛ من أجل أن تحصل على ثرواته من الذهب بأسعار رخيصة”.


وتابع “حتى الجهات الداخلية منقسمة على نفسها، ومن المعروف بأن اليورانيوم السوداني مطمع الكثير من الدول، على رأسها فرنسا وألمانيا، والآن العيون الأميركية على هذا الذهب، واليورانيوم، وبقية الثروات الأخرى، يضاف إلى ذلك موقعه الجغرافي الأساسي، وغيره من الجوانب التي تجعل من السودان جاذبًا لكل طامع، وفي المفارقة الرابعة بأنه من أكثر الدول العربية أحزابًا، وبالتالي فالمجتمع السوداني مدني ومتحرك طوال الوقت، وكان الناس يتحدثون عن ذلك بكل فخر”.


وأردف فخرو ”هذا السودان الذي كانت لديه كل هذه الأحزاب، بات اليوم يكمل 60 سنة من الحكم العسكري، ومع الأسف الشديد، فإن الأحداث الأخيرة فجرت بإمكان استمرار الحكم العسكري لفترات طويلة في هذا القطر العربي العزيز”.


وتابع “استمرت أميركا، على مدى عشرات السنين، وهي تخنق هذا القطر، يوما باسم الإرهاب، ويوما باسم التدخلات، وتضعه في قائمة الإرهاب، وتعمل ليلًا ونهارًا من أجل أن يستقل الجنوب السوداني، ويتبعد، ويقسم السودان”.


وأضاف فخرو “هنالك أحاديث كثيرة بأن الغرب يريد في الخمسة عشر عامًا المقبلة، ألا يستقر السودان أبدًا من أجل أن يحقق أهدافه، وأضيف هنا أن الشعب السوداني مسالم لأبعد الحدود، واجتماعيًا لا يحب العنف والصراعات وغيرها، لكنه اليوم وعندما نرى ما فعلته المليشيات في الثلاثة أو الأربعة أسابيع الأخيرة، من تعذيب، ومن دخول البيوت وغيره من الموبقات، سنعرف أي مفارقة قائمة بين السودان الحقيقي والسودان الكاذب بتلك المليشيات والتي تعيث فسادًا بالخرطوم”.


وبين أن السودان الذي فجر حركة نهضوية إصلاحية دينية، يدور الحديث بأنه وفي الدستور الجديد يجب ألا يكون دين الدولة هو الإسلام، متسائلا “كيف أن قطرا عربيا عريقا، وبفضل المؤامرات، والأخطاء المتراكمة، وصل إلى هذه المرحلة العكسية لما كان عليه يوما ما؟”.

وزاد فخرو “استمعت لعدد من الإخوة السودانيين، الذين يتحدثون في الأيام الأخيرة بهذا الشأن، حيث أكدوا جميعًا أن هنالك مؤامرة غربية بالتعاون مع بعض الكيانات الداخلية، والدول العربية في تقسيم السودان، إلى دولة النوبة، دولة الشمال الإسلامية، ودولة الجنوب المسيحية، ودول الشرق (على البحر الأحمر)، ودولة الغرب (درافور) والتي تضم عرب الشتات الذين يعيشون بالصحراء. هذه ليست أكاذيب، حيث انفصال الجنوب السوداني هو الخطوة الأولى لذلك”.