+A
A-

قائد فاغنر لن يهدأ.. لهذا حذر من ثورة ضخمة وحرب في روسيا

على الرغم من إعلانه سابقاً أنه وعناصره سيرتاحون لفترة بعد "المجازر" التي خاضوها في مدينة باخموت الأوكرانية لأشهر قبل إعلان النصر المرير، الذي كلفه آلاف المقاتلين، يبدو أن قائد فاغنر، يفغيني بريغوزين، لن يستكين، ولن يهدأ من انتقاداته لوزارة الدفاع الروسية.

فقد حذر في تصريحات على تلغرام، أمس الأربعاء، من ثورة كبرى وحرب شبيهة بما حصل عام 1917.

 

 

فما الذي حصل هذا العام؟

لا شك أن العديد من القراء يدركون أنه في تلك السنة تفجرت الثورة البلشفية.

فما بين 1914 و1917 تكبدت روسيا خسائر بشرية هائلة بالحرب العالمية الأولى وصلت إلى مليوني جندي، ما أثار موجة استياء شعبية في البلاد، أدت لاحقاً إلى اضطرابات داخلية كبيرة، وسقوط القيصر نيكولاس الثاني، ثم تشكيل ما يشبه الحكومة المؤقتة.

إلا أن تلك الحكومة واصلت بدورها المعارك والخسائر على السواء، وتمكن البلاشفة من الاستيلاء على السلطة، فكانت أول خطوة اتخذوها وقف القتال، حسب فرانس برس.

إذ وقع لينين (فلاديمير إيليتش أوليانوف، مشعل الثورة) مع الألمان في 15 ديسمبر 1917 هدنة.

ثم اتفقا لاحقا (مارس 1918) على توقيع معاهدة خسرت بموجبها روسيا جزءا كبيرا من أراضيها الغربية وأكثر من ثلاثين بالمئة من سكانها.

إذا هذه الخسائر البشرية الفادحة كانت المحرك لوقف النار، وخسارة روسيا أيضاً بعضا من أراضيها لصالح ألمانيا.

 

استياء شعبي

ولعل هذا ما أراد بريغوزين التذكير به والتحذير منه.

لاسيما أن هناك، حسب زعمه، استياء شعبياً بين الروس، خصوصا الطبقة العاملة وعامة الشعب من استقبال رفات أولادهم، الذين ذهبوا شباناً أصحاء إلى جبهات القتال في أوكرانيا، وعادوا جثثا محمولة في توابيت.

فقد قال صراحة قائد فاغنر" إن النخبة الروسية تحمي أبناءها من المشاركة في الحرب، بينما يهلك أبناء عموم الشعب على الجبهات".

كما اعتبر أنه إذا استمر المواطنون العاديون في استلام جثامين أبنائهم بينما يستمتع أبناء النخبة بأشعة الشمس في الخارج، فإن البلاد ستواجه اضطرابات على غرار ثورة 1917.

يشار إلى أن بريغوزين كان كشف أمس أن 20 ألفا من قواته قضوا في باخموت، تلك المدينة التي تحولت إلى ما يشبه المفرمة، وبلورت بشكل فاقع الخلافات بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية.

كما ألقت معارك باخموت الضوء على تراجع العلاقة بين بريغوزين نفسه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما يبدو، بعدما كانت علاقة قوية تربطهما، إذ وصف قائد فاغنر سابقا بطباخ بوتين.