العدد 5339
الأحد 28 مايو 2023
banner
مجلس التعاون 42.. طموحنا كبير
الأحد 28 مايو 2023

احتفل مجلس التعاون الخليجي بمرور 42 عاماً على تأسيسه، ونرفع خالص التهاني والتبريكات إلى مقام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، وإلى كل مواطني دول المجلس بهذه المناسبة. 
خليجنا هو الكيان الجامع الذي نشأ تلبيةً لطموحات شعوب الخليج وتطلعاتهم، حققنا الكثير من الإنجازات التي نفخر بها، لكن هل ستكلل مسيرتنا بالنجاح بإعلان الاتحاد الخليجي؟ 42 عاماً على إنشاء المجلس ولا تزال شعوبنا تحلم بالاتحاد، إنه الإنجاز الحقيقي المنتظر الذي نرنو إليه، تطورات كثيرة وعراقيل اعترضت تحقيق هذا الحلم تتطلب منا عزيمة وإرادة حاسمة، تقريب المسافات وتبني منظومة دفاعية فاعلة قادرة على تغيير الموازين.. لم تعد حلما أو أمرا مستحيلا، فنحن اليوم كذلك بل وأكثر، لكن طموحنا أكبر، نحن اليوم إخوة تربطنا مصالح مشتركة استطاعت أن تخلق نسيجا مترابطا يجمع الحب والتسامح والقوة التي عجز العدو على تغييرها أو تفكيكها، قوة استطاعت أن تكون عقبة أمام كل من تسول له نفسه أن يشق الصف ويضر المنطقة، فلم يتبق لنا الكثير.
يجب تذليل الصعوبات لتحقيق الحلم الذي يخدم مصالحنا في الداخل والخارج، فالهدف واحد والمصير واحد، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية متماثلة، بوحدتنا سنصنع مستقبلا سياسيا وأمنيا بقوة تعاونية ذاتية مضاعفة لها ثقلها ومكانتها على المستويين الإقليمي والدولي، إمكانات وقرارات مشتركة ستزيد العدو رهبة وتقف سداً منيعاً أمام ما يحاك ضد المنطقة من مخططات ومؤامرات. هناك جيل جديد لم يعاصر نشأة المجلس، ونحن بحاجة لغرس الحس المشترك بين الجيل الواعد، لن ننكر أن منهج المجلس يتقدم خطوات ويسلك مساراً مشرفاً، لكن الأهم عدم التراجع واستكمال ما بدأناه بالاتحاد الخليجي وتوحيد الجوازات والعملة.
حذار من غياب الرؤية الموحدة تجاه ما قد يحاك من مؤامرات، سيبقى حلم التحول من التعاون إلى الاتحاد رغم كل التحديات السياسية والأمنية والعسكرية والصراعات، ورغم السياسات التي تتدخل في شؤوننا الداخلية، ورغم عدم استقرار المنطقة العربية، خيار الاتحاد أصبح خطوة ضرورية لا مفر منها.
ختاماً ما لا يدرك كله لا يترك كله، إن أصبحنا في استحالة إعلان الاتحاد بين جميع دول المجلس، لا يعني عدم البدء باتحاد البعض حتى تكتمل المنظومة في قابل الأيام.

*كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية