العدد 5342
الأربعاء 31 مايو 2023
banner
يوميات مواطن دايخ.. “مليونيرة”
الأربعاء 31 مايو 2023

وصل بي الأمر إلى مرحلة من التقزز والضيق والقهر والكآبة لدرجة أنني لم أعد أطيق الجلوس مع صديقي! ففي كل مرة نلتقي ونجلس في مجلسه، في مجلسي.. في المقهى.. على “تكية الفريج الشهيرة”، إلا ويبدأ في استعراض المآسي الكبرى والمعضلات العظمى التي مرت عليه اليوم وأمس وأول أمس والعام الماضي وقبل عشر سنين وغدًا وبعد غد، حتى ينهيها بعبارة على هيئة سؤال: “ما تحصل لي مليونيرة عجوز.. أتزوجها وعقب جم يوم تموت”؟
على العموم، لا أعتقد أنه سيتوقف عن طرح هذا السؤال حتى لو وجد مني الصد و”الأذن الصمخة” في كل مرة يسدح فيها هذا السؤال سدحًا أمامي.. فقط يكتفي وهو ينظر إلى صمتي بضحكة سخيفة جدًا هي الأخرى دخلت ضمن حالات تقززي منه حين يطلقها هكذا :”اهههي خخخخخخ”، فحتى نغمتها تشير إلى أن هذا “البني آدم” على وشك أن يفقد ما تبقى من عقله.. هل هو معذور؟ هل بسبب ضنك العيش والديون والالتزامات وصعوبة توفير متطلبات الحياة أصبح يهذي بهذا الهذيان؟ طيب، أنا وغيري مئات إن لم يكن آلاف مثله.. لكل منا ظروفه الصعبة لكن.. كان القرار حاسمًا! 
ما إن أعاد السؤال الكريه ذات يوم حتى باغته بسؤال آخر: ”حسنًا.. ماذا لو تزوجت المليونيرة العجوز، وهذا من أضغاث الأحلام، لكن أسأل الله أن يبلغك مناك.. أقول، ماذا لو تزوجتها ثم اختار الله سبحانه وتعالى.. بعد عمر طويل أعني أمانته.. ومت أنت قبلها.. كيف الحال؟”، وهنا كأن أمرًا جللًا وقع عليه فقطب حاجبيه وقال بنغمة المنكسر الحزين: “أفا.. يعني حتى في “حلمي” الذي أشاركك فيه تقف ضدي؟ ألا تفرح حين تتفتح الأبواب.. وتضحك الدنيا لي فأنت صديقي وعضيدي؟ أفا.. لم أتوقع أن يكون هذا مكنون شعورك”. قلت له يا حبيبي، لست أنت وحدك وأعلم أنك تقولها مازحًا، وغيرك أيضًا يقولونها من باب المزحة كأمنية للزواج من “مليونيرة عجوز” مستعدة للزواج من رجل شهم، نبيل، كريم، طيب المعدن، نقي السريرة، لكن حتى “تتبارك” وتتحقق أمنيتك، عليك بخطوة رئيسية ومهمة.
هتف صارخًا: “أرجوك.. الحقني بها!”، فقلت له: “حين تصبح صباح الغد وأنت تتناول “الريوق” مع زوجتك أخبرها بأمنيتك وهي ستقوم بالواجب إن شاء الله.. وستكون “دعواتها” مستجابة حقا”.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية