العدد 5345
السبت 03 يونيو 2023
banner
تقاطع “الحلة” الحيوي
السبت 03 يونيو 2023

بينّت آخر الدراسات التي أجراها مركز “تحليل المخاطر” بجامعة “هارفرد” الأميركية، أنّ الاختناقات المرورية مسؤولة عن زيادة العبء على ميزانية الصحة العامة نتيجة حالات الوفاة المبكرة، وكلفة الساعات الضائعة، وهدر كميات الوقود المُستهلكة، وتلف المركبات المتكرر، وإزعاج زواميرها الضوضائي التي غالباً ما يكون سببها الأول ازدهار صناعة السيارات العالمي من جانب، ومخططو الطرقات العامة من جانب آخر، حتى بلغ مستوى “الظاهرة” التي كَثُر انتشارها في العالم بعد تراكم أعدادها الهائلة مقابل ضيق مساراتها المستخدمة، خصوصاً فترة ما يُعرف بـ “أوقات الذروة” في فترة ذهاب العاملين وعودتهم من أعمالهم التي تَشيعُ بها الشوارع الداخلية المُغلقة وسط المدن والقرى.
على المستوى المحلي، انطلقت مؤخراً مبادرات جادة وجهود حثيثة تحت شعار “تحرير الحركة المرورية” التي كثّفت فيها الجهات المعنية جاهزيتها الأكيدة، وفي مقدمتها وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني من أجل تنفيذ حزمة من المشاريع الكبرى المستعجلة، وفي مقدمتها توفير المسارات الحرة لانسيابية الحركة المرورية ومسارات الدوران العكسي عند التقاطعات المهمة وتعديل نظام عمل الإشارات الضوئية التوقيتي على الطرق الرئيسية المهمة وبعض الشوارع الفرعية، إلى جانب توسعة مسارات المداخل الرئيسية للمدن والمناطق والأسواق، علاوة على تطوير وتوسعة التقاطعات الحيوية وتوفير المسارات الإضافية الحرة للمنعطفات مع جملة من المخارج الانسيابية التي تأخذ في اعتبارها التعداد السكاني والتوزيع المناطقي والنمو العمراني المتصاعد عند شروعها في عمليات التخطيط والتنفيذ لمشروعات الطرق والشوارع والأنفاق والجسور وغيرها.
نافلة:
يبقى من الطبيعي ما تشهده شبكة طرق المملكة من ازدحامات مرورية، ناتجة عن زيادة أعداد المركبات المضطرد، وأشارت آخر الإحصائيات إلى ما يفوق الـ (800) ألف مركبة، بزيادة سنوية تزيد عن (10 %)، فيما ساهمت من ناحية أخرى المشاريع المُنفذة مؤخراً من قبل وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور في زيادة الطاقة الاستيعابية وضمان انسيابية الحركة ورفع مستوى السلامة المرورية التي نالت من حصتها غالبية محافظات المملكة بما شهدته من تطور عمراني واستثماري وسكاني. فيما اللافت في زُحام هذه المشاريع التحسينية (إغفال) تقاطع “الحلّة” الحيوي الذي يربط جميع قرى شارع النخيل بشارع الشيخ خليفة بن سلمان السريع، وهو ما يستدعي تضمينه في حُزَمِ الحلول العاجلة للتّخفيف من حدّة الاختناقات وطوابير السيارات الممتدة فيه لكيلومترات عديدة، ولا سيّما في ساعات الصباح والظهيرة، وصولاً لتوزيع الحركة المرورية ونقلها بشكل حرّ ودون توقف.
* كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية