العدد 5345
السبت 03 يونيو 2023
banner
كانوا صحافيين
السبت 03 يونيو 2023

نعاني نحن معشر الصحافيين من عرقلة أعمالنا في طلب إجراء اللقاءات والمقابلات الصحافية مع بعض المسؤولين في الأجهزة الرسمية بالدولة، من قبل بعض موظفي الاعلام والعلاقات العامة الذين كانوا يوماً ما زملاء المهنة في الصحافة، والمزعج في الأمر أن من كانوا صحافيين ومازالوا زملاء العشرة وشغلوا اليوم وظائف في أقسام العلاقات العامة نتواصل معهم لأجل التنسيق المسبق وتحديد مواعيد مجدولة لإجراء الحوارات مع تزويدهم أحياناً بخطابات فيها نوعية الأسئلة قبل الدخول إلى مكاتب المسؤولين، وتستغرق عملية التواصل فترات طويلة من الاتصالات الهاتفية والدردشة الكتابية، سواء عبر الواتساب أو مراسلات البريد الإلكتروني، إلا أن من كانوا صحافيين أصابهم داء الكسل الشديد في الرد وبعضهم يتسلم المراسلات الروتينية، و”يعشمنا” بتحديد اليوم والوقت المناسب تارة وتأجيل المواعيد تارة أخرى، بحجة أن المسؤول المعني كثير الانشغالات أو مرتبط بضغط عمل يحرمه من تمشيط شعر رأسه، ولكن المفاجأة مع مرور الوقت نكتشف أن الزميل الصحافي سابقاً وموظف الاعلام بعد استلام المخاطبات لم يخطر مسؤوله أصلاً بطلب المقابلة الصحافية، ونكتشف مع الأسف الشديد أن الموظف كان يمطط في الوقت ويكذب، ولم يقم بإخطار المسؤول بطلب المقابلة، ومن خلال هذا العمود أذكر لكم مثالا حقيقيا عن المعاناة، منذ شهر فبراير الماضي طلبت عبر موظف علاقات عامة في إحدى الجهات الحكومية إجراء حوار صحافي مع أحد المسؤولين، إلا أن الزميل طلب إرسال الأسئلة مسبقاً؛ لعرضها على “سعادة المدير”، وجرت الاتصالات والمراسلات مستمرة إلى فترة طويلة ربما تتطلب إجراء عملية ولادة قيصرية، ولكن المفاجأة الكبرى عند حضوري للغبقة الوحيدة التي حضرتها في العشر الأواخر خلال ليالي شهر رمضان الماضي بمناسبة تدشين كتاب عن تاريخ البحرين، تحدثت على هامش الغبقة مع المدير المعني باللقاء، وكان رده “لا أعلم بطلبك حول إجراء المقابلة من قبل موظف العلاقات العامة، ولكن سأتابع الأمر مع الموظف لعمل التنسيق اللازم”، وفي اليوم التالي تواصلت مع الزميل الصحافي الأسبق، فأخبرني أنه سيقوم بعمل الترتيب قبل أو بعد عيد الفطر الماضي، إلا أن الزميل “صار فص ملح وذاب”، ولغاية هذا اليوم لم أحصل على رد أو تأجيل للمواعيد الوهمية كما حدث سابقاً.


هذا النوع من الموظفين الكسولين بحاجة إلى توبيخ ولفت نظر حتى لا يسيء لسمعة الجهة التي يعمل فيها كموظف علاقات عامة، وهي واجهة مهمة يمثل فيها جهة حكومية.


ومن ناحية أخرى، فاجأني زميل آخر كان صحافيا محترفا وزميل عشرة طويلة عملت معه في صحيفتين، اتصل بي في يوم الإجازة الأسبوعية لموظفي الحكومة صباحاً، أبدى انزعاجه من نشر تقرير بعد مرور يومين من النشر الورقي والإلكتروني، يتضمن تصريحا لأحد النواب من التعليق بشأن أداء الجهة التي يعمل فيها الزميل المحترم موظف علاقات عامة، وكان زميلنا مشتطا في الدفاع عن الجهة التي يعمل فيها.


الخلاصة من هذه السطور في الرمسة تسليط الضوء على متاعب الصحافيين من عرقلة جهودهم من قبل زملائهم ممن كانوا صحافيين ويعرفون جيداً التعب في المهنة لأجل الحصول على المعلومة والوصول إلى الحقيقة.


ختام الرمسة: 
مؤسف أن من يكذب عليك ويعرقل عمل الصحافة من كان يعمل في الصحافة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية