+A
A-

شباب عديمي الخبرة والشروط الابداعية يكتبون للمسرح


بعض كتاب المسرح الشباب في دول الخليج، يبدو أنهم في حاجة إلى التريث وعدم الاستعجال في الكتابة للمسرح؛ لأن كل ما يقدمونه كتابة صبيانية ولغة درامية ركيكة، ليس لها أي علاقة بالبناء والحوار المسرحي. والأغرب من هذا أن بعض المسارح الأهلية تكلف هؤلاء عديمي الخبرة والشروط الإبداعية بكتابة مسرحيات تعرض للجمهور، وهي مليئة بحركات غامضة ومشوشة ومربكة، ويستحيل أن تحرز نجاحا في الغور إلى أعماق المتفرج النفسية والارتقاء به إلى مستوى الفهم المركز والمكثف للنص الذي امامه.
يمكن القول إن هذه القضية تعد من القضايا الكبرى التي قد تسيء إلى المسرح الخليجي، ومناهج تدريس الكبار والرواد الذين تعلمنا منهم عدم الاستعجال وحرق المراحل وقلة الصبر والسير على طريق غير سالكة.
شاهدت مسرحية في أحد المهرجانات المسرحية الخليجية لم يكن لكاتبها أي معرفة بـ"الإيقاع" ولا أتصور أنه اطلع على ثقافة الإيقاع في المسرح.
للمنظر في المسرح إيقاع بصري، ويجب أن يكون للحوار إيقاع ذهني، واتفاق الايقاعين يضفي على المسرحية جوا خاصا يساعد المتفرجين على الاندماج في عالم المسرحية، والايقاع من أهم مقومات الحوار الحي، وهو في المسرحية بمثابة النبض في الجسم الحي، ويعرف جون جولزوردي الإيقاع بأنه "ذلك التناسق الغامض بين جزء وآخر، وبين الجزء والكل، وإذا كان هذا التناسق مهما في أي عمل فني، فهو أكثر أهمية بالنسبة إلى المسرحية، وهو لا يقتصر على العلاقة بين المناظر والفصول، بل يحدد العلاقة بين كلمات الحوار. 
وتشير الكاتبة ر. كروذر إلى هذه العلاقة فتقول في كتابها "فن الكتابة المسرحية"
"تحتوي الفصول على مناظر، وما المناظر إلا فصول صغيرة، وفي المناظر آحاديث، والحديث يتكون من جمل وكلمات، ولكل هذه المكونات إيقاع خاص، وما لم تتناسق هذه الإيقاعات وتتفق، فإنها تفشل في أن ترتقي بالمتفرج سلما معينا، صاعدة به إلى القمة الدرامية".
الإيقاع في الحوار، يشبه الهارموني في الموسيقى، والكاتب المسرحي الذي يتمتع بأذن موسيقية، يعرف كيف يرتب كلماته الترتيب الصحيح الذي يكون له أكبر الأثر على المتفرج.
نصيحة... أغلقوا باب هذه المهزلة، ولا تسمحوا لمن لا يعرف بلورة مضمون فكري وعاطفي للفكرة ونقلها إلى المتفرج، مجرد كلمات ذات معنى سطحي بدون أي شحنة فكرية أو عاطفية، وفي الأخير تطلقون عليه.. "كاتب مسرحي"!!