العدد 5346
الأحد 04 يونيو 2023
banner
فوق الإعلام أم تحته؟
الأحد 04 يونيو 2023

في الألفية الماضية كان هناك عدد من المسلمات التي تم تداولها وتلقينها لنا ولغيرنا، مثل أن العالم توماس أديسون هو مخترع الكهرباء، وأن العالم آينشتاين صاحب النظرية الكمية، لكن التاريخ يحاول جاهدا أن يغفل عالما ثالثا قد يكون أبا العلوم من وجهة نظري، فهو المخترع الحقيقي للكهرباء وقد تمت سرقة أبحاثه وتشويه صورته من قبل أديسون! فيما بنى آينشتاين الكثير والكثير على نظرياته للوصول لأبحاثه القيمة التي أبهر بها العالم كله، إنه العالم تيسلا! الذي كانت علاقته بالإعلام “مش ولابد”، حيث كان منكبا على أبحاثه غير آبه بتسويق نفسه، وهو الأمر الذي استفاد منه منافسه أديسون الذي قام بإطلاق الإشاعات حول تيسلا وأظهره بمظهر غير ملائم، لكن تيسلا لم يكن مهتما بهذا الهجوم العنيف وغير المبرر من قبل اديسون ووسائل الإعلام، ومع مرور الوقت لمع نجم عالم جديد في الساحة، عالم يهودي تبنته أميركا وسلطت عليه الأضواء، وكان واعيا بأهمية الإعلام والحضور الإعلامي وهو العالم آينشتاين الذي كان مهتما كثيرا بما لم يكن يهتم به تيسلا وهو الظهور والتواجد الإعلامي.
التاريخ والوثائق تشهد أن بين أديسون وآينشتاين قصة تناساها الإعلام! قصة عالم وأبحاث يشهد لها العلماء وتنكرها وسائل الإعلام، وحينها فقط تأكدت أثناء بحثي عن أولئك العلماء أن الإعلام قوة مهملة في وطننا العربي والمجتمعات المحلية، فمازال الإعلامي يعامل معاملة الوسيلة أو الغاية، فيهمش ولا قيمة له سوى في نقل الأخبار، بينما أوطان أخرى صنعت من الإعلام قوة ونجوما وتواجدا غير آبه بالعمر أو الشكل، إنما العطاء اللامحدود.
وإن كان الإعلام في القديم يرفع عالما ويهمش الآخر، فالمشهد الحالي لا يبشر بخير، فرغم أن الإعلام أكثر انتشارا بل إنه مهيمن بدرجة كبيرة، إلا أنه يرفع أفرادا دون قيمة ويتناسى علماء وأصحاب فكر ومتنورين! خصوصا مع انتشار وسائل الإعلام والبرامج الكثيرة المتداولة، والتي بات فيها كل من لا شغل له.. إعلامي!
*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .