منذ بداية 2023 ونحن نشاهد التنين الصيني وهو يحاول الصعود إلى القمة بالإضافة إلى روسيا والهند، فبعد الحرب الأوكرانية الروسية ستدخل الدول الثلاث الصين وروسيا والهند على خط الولايات المتحدة الأميركية في إدارة العالم، الحرب كانت اختبارا لقوة واشنطن من ناحية، واختبارا لصمود روسيا من ناحية أخرى، فهي ليست حربا عسكرية فقط، ونحن لن نشاهد أي خاسر أو رابح في هذه الحرب، لكن المهم أن أميركا هددت روسيا عسكريا واقتصاديا. 
أما روسيا فنجحت في هدفها المعلن، وهو منع أوكرانيا من السير مع الغرب بعيدا عنها، فهي أثبتت صمودها وأميركا تأكدت بأن الحرب ليست الحل لزوال بوتين، فهناك تقرير أميركي يقول إن الصين والهند ستتجهان لصنع سلام في الحرب الروسية الأوكرانية، فهناك هدف مشترك للصين والهند وهو أنهما لا تريدان لروسيا أن تهزم بشكل كلي في الحرب، وفي نفس الوقت لا تريدان للحرب أن تستمر لأنها تؤثر على اقتصاداتهما بشكل مباشر، مع العلم بأن سكان الصين وأميركا والهند 40 % من سكان العالم بمعدل 3.2 مليارات شخص، وهذا العدد يجعلهما قوة عسكرية واقتصادية.
في بداية الحرب ظنت الولايات المتحدة أن العالم سيخضع لقراراتها بشكل كامل، حيث إنها فرضت العقوبات على روسيا، لكن لم تلتزم الكثير من الدول بهذه العقوبات وعلى رأسها الصين والهند. صعود الصين ولعبها دور الوسيط السياسي وهي تقوم بالمصالحات ما بين الدول رسالة بأنها تريد مشاركة الولايات المتحدة الأميركية قيادة العالم، حيث بدأ هذا التهديد في عهد الرئيس الأميركي الأسبق أوباما عندما دعا لتحالف مع الصين يهدف لإدارة المشاكل العالمية بقوة وحزم، ولو تم ذلك التحالف لتفوق على دول السبع، لكن انهارت الفكرة بسرعة بسبب اختلاف وجهات النظر بين الدولتين، خصوصا مع إصرار واشنطن على دعم تايوان، الأمر الذي لن تقبل به الصين. إن الحرب الأوكرانية كادت تكون بداية حرب نووية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، ولولا تراجع الدولتين خطوة للخلف لنشبت حرب عالمية جديدة.
من جانب آخر نشاهد صعود نجم الهند، فهي دولة نووية وهي الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، ولديها أحد أكبر الجيوش في العالم، ومؤشراتها الاقتصادية تقول إنها ستحتل المركز الثالث في الاقتصاد العالمي قريبا. هل سيكون العالم تحت قيادة أربع دول؟.
* كاتب بحريني